فالطفل في عامه الأول يزداد إدراكه و يتطور نموه العقلي بكيفية يصعب على غير المتخصصين ملاحظته ,ولصقل مواهبه و ذكاءاته يجب تتبع كل مراحل نموه و توجيهها توجيها سليما لتتطور بشكل مواز لحاجاته اليومية في اللعب و الترفيه حتى لا يصبح تدخلنا عبئا عليه و ينعكس سلبا . فالطفل عند ولادته و خلال الساعة الأولى, أول حركة يقوم بها فتح عينيه و إغلاقهما, وبعد أسبوع يميز صوت أمه, وخلال شهره الرابع يستطيع التفاعل مع الأشياء كانفعاله الشديد عند رؤيته لزجاجة الرضاعة. وعند بلوغه الشهر السادس يبدأ في إصدار بعض الأصوات, ويتفاعل مع المرآة بالابتسام و التحدث إلى نفسه, وخلال شهره الثامن تتطور ذاكرته حيث يمكنه التعرف على الألعاب, و يلتفت عند سماع اسمه ,فبعد هذه المراحل يبرز دور الأبوين في صقل و تنمية قدرات الطفل وذكائه ,وكخطوة أولى يتوجب على الوالدين إدخال أنشطة تساعده على التفكير العلمي المنظم , وسرعة الفطنة و القدرة على الابتكار, و من بين هذه الأنشطة ما يلي:
كيف تنمي مواهب طفلك
بقلم : الأستاذ عادل الركراكي
من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان مرحلة الطفولة, فأهم السمات التي تظهر على الإنسان عند نضجه تكون نتيجة ما اكتسبه خلال مرحلة الطفولة, حيث يتأثر بالبيئة المحيطة به ويتفاعل معها ويبقى دور الأب والأم خلال هذه المرحلة أساسيا.
فالألعاب وسيلة فعالة لتطوير الطاقات الإبداعية للطفل, كالألعاب التي تستوجب الفرز و التركيز بناء على اللون أو الشكل أو الحجم, و الألعاب التي تعتمد على الحذر و الاختباء و المباغتة ,فهذا النوع من اللعب يعتبر منشطا لذكائه, والأطفال الذين يميلون لهذا النوع من اللعب يتمتعون بقدر كبير من التفوق و درجة عالية من الذكاء و الاندماج مع الآخرين.
خلال القرون الماضية كان الناس يشاهدون المخلوقات و الظواهر الطبيعية التي تحولت إلى قصص خيالية و أساطير أصبحت تروى جيلا عن جيل حيث شكلت موروثا ثقافيا شفهيا شعبيا تمت المحافظة عليه مما ساهم في تنمية الحس الخيالي لدى الأطفال و طور مواهبهم الإبداعية.
يساهم هذا النشاط بشكل كبير في تنمية ذكاء الطفل فهو يعمل على الكشف عن مواهبه, وتنمية الجوانب الابتكارية لديه عن طريق الزيادة و الحذف و التعديل لإضفاء جمالية على إبداعه مع التركيز على الألوان لتحفيزه على المواصلة بدون ملل.
فالطفل يعمل على توظيف خياله في رسم الأشياء كما يتخيلها, فخلال رسمه يلعب و يتسلى و يركز انتباهه و هذه العوامل تنشطه عقليا ووجدانيا وروحيا كما أنها تشكل عاملا محفزا حيث يرسم ليعرض رسوماته على أبويه و إخوانه كأنه يريد أن يمرر رسائل إلى الأشخاص اللذين يكبرونه سنا و هنا يأتي دور الأبوين في تحفيزه ماديا عن طريق إهدائه لعبة أو قطعة شوكولاتة...أو معنويا بابتسامة و عبارات مشجعة.
فمشاهدته للرسوم المتحركة الهادفة ومسرحيات الأطفال تنمي خياله و إبداعه المسرحي و تنمي ذكاءه في شتى المجالات, فالمسرح يطور أنماط التفكير و يصقل لغته و ينمي فيه ملكة التفكير و التخيل و الاندماج الأسري و الاجتماعي و يساهم في نضوج شخصيته.
تسهم التربية البدنية بشكل كبير في تهذيب شخصية الطفل و تنمية ذكائه ,حيث تزيل الكسل و الخمول من العقل و الجسم لذلك كانت الحكمة تقول " العقل السليم في الجسم السليم" فالرياضة غذاء للعقل و الجسم, فهي تمنح الطفل السعادة و السرور و المرح و تكسير الروتين اليومي, و تكسبه انفعالات إيجابية تساعده على الارتقاء الذهني و الجسمي.
ومن الناحية العلمية فممارسة النشاط البدني يساعد الطفل على التوافق السليم و المثابرة و القدرة على تحمل المسؤولية و الشجاعة بالإضافة إلى حس التعاون الذي يكتسبه من الألعاب الجماعية.
القراءة هامة لتنمية ذكاء الطفل, فهي أول كلمة نزلت في القرآن الكريم لذلك وجب علينا تعليم أطفالنا كيف يقرأون, وماذا يقرأون, فالقراءة تنمي ثقافة الطفل, و تفتح أمامه المجال للبحث و التثقيف و حب الاستطلاع و تقلل مشاعر الوحدة و الملل وتغير أسلوب حياته. فهي تجعل الأطفال مفكرين مبدعين باحثين عن الحقائق مما يطور مواهبهم و لغتهم و أسلوب تفكيرهم.
فالقرآن الكريم ينمي ذكاء الطفل و يزيد في قدرته على الحفظ, و يدعو إلى التدبر و التفكر في ملكوت الله سبحانه و تعالى من خلق السموات و الأرض, و المخلوقات التي لا تعد و لا تحصى. فيزداد إيمانه وتقوى شخصيته من خلال تدبر معانيه, فجل أذكياء العرب و علمائهم و أدبائهم كانوا حفظة للقرآن الكريم.
طفلك مجموعة من الطاقات الخامة وجب تنميتها و صقلها حتى يصبح مبدعا و مفكرا و متفاعلا داخل مجتمعه, متبنيا لكل الأفكار الإيجابية و الخلاقة و مدافعا عن دينه ووطنه و نابذا لكل أشكال العنف و التطرف الديني و ممثلا لأسرته ووطنه و دينه أحسن تمثيل.