أسباب ضعف التعبير الكتابي والشفهي عند تلاميذ و الحلول المقترحة
مقتطف من مقال ذ. مصطفى نبويأسباب ضعف التلاميذ في التعبير الكتابي والشفهي.
من أجل إبراز أسباب ضعف التلاميذ في التعبير الكتابي والشفهي، فقد اخترت مرحلة السلك الإعدادي لتكون ميدان بحثي وذلك لأسباب عدة منها أنني أنتمي إلى ميدان التعليم .كما أن المرحلة الإعدادية تُعد التلميذ لأمرين: إما مواصلة الدراسة بالثانوي التأهيلي أو الالتحاق بمركز التكوين المهني، وكلا الأمرين يتطلب الإجادة والحُسن في التعبير الكتابي والشفهي وذلك لمواصلة مواقف الحياة والتعامل معها بصورة سليمة.ولقد سألت تلاميذ السلك الإعدادي عن الأسباب التي تجعلهم ضعيفين في التعبير الكتابي والشفهي وجاءت أجوبتهم متعددة ومتنوعة، حيث وجدت الأسباب ترجع إلى ما هو ذاتي وإلى ما هو اجتماعي وإلى ما هو تربوي.وهذه أهم أسباب ضعف التلاميذ على مستوى التعبير الكتابي والشفهي:
ــ نفور التلاميذ من درس التعبير و انصرافهم عنه .
ــ الضعف الشديد في كتابة معظم التلاميذ .
ــ ضعف التلاميذ – إجمالاً – في اللغة العربية التي هي أداة التعبير الوحيدة و غياب الثروة اللغوية الكافية يجعل التلميذ حائراً عن عمل أي شيء في هذا المجال .
ــ سوء اختيار موضوعات التعبير ، و ذلك حين يفرض المعلّم على تلاميذه موضوعاً فوق مستواهم ، و
أحياناً كثيرة تكون هذه الموضوعات بعيدة كل البعد عن مدار اهتماماتهم ، أو لا علم لهم بأمثالها .
ــ غياب التركيز داخل الفصل.
ــ عدم الاستماع الجيد للآخرين.
ــ الخجل والخوف من مواجهة الآخرين والتحدث معهم والتكبر.
ــ عدم مراجعة الدروس في المنزل وإنجاز الواجبات المنزلية.
ــ عدم امتلاك القواعد النحوية والإملائية بالسلك الابتدائي.
ــ عزوف التلاميذ عن المطالعة وقراءة الروايات والقصص والجرائد التي يكمن ان تزود وتساعد التلميذ بشكل كبير وتام على ملء رصيده المعرفي والفكري وتنمية قدراته العقلية.
الحلول المقترحة للحد من مشكلة ضعف التعبير الكتابي والشفهي عند التلاميذ:
لكي نعالج مشكلة ما، علينا أن نكون ملمين بطبيعتها – حجماً و نوعاً – كما علينا أن نكون مُدركين أساليب علاجها ، ثم أن تتوافر لدينا الوسائل اللازمة لمواجهتها و التغلب عليها . و علاوة على هذا و ذاك يتطلب الأمر أعصاباً هادئة و صدراً رحباً و فكراً عميقاً .
وفيما يلي بعض الحلول المقترحة التي قد تكون ناجعة في التخفيف من حدتها ، علماً أن الحلول الجذرية تبقى مسؤولية الجهات المختصة في قطاع التعليم، التي تملك من الإمكانات المادية و الوسائل التربوية و الطاقات البشرية ما هو كفيل بالتغلب عليها و تجاوزها.
من بين الحلول المقترحة نذكر ما يلي:
1ـ ضرورة الاستفادة من الظواهر الإيجابية عند التلاميذ ، منها :
ــ ميل المتعلم “الطفل أو المراهق ” للتعبير عما في نفوسهم . فالطفل يريد التعرف إلى ما يحيط به لأن خبراته الحياتية محدودة ، و المراهق يسعى إلى التعبير عن أحاسيسه و مشاعره و آرائه و عواطفه المتدفقة .
ومن هنا يمكن استغلال هذه الظاهرة الإنسانية لإشباعها بما يتلاءم مع مستوى التلاميذ العقلي و الزمني:
ــ رغبة التلاميذ في المحاكاة و التقليد. فالناس – كما قيل – يقلد بعضهم بعضاً: الصغير يقلد الكبير ، و الولد يقلد أباه ، و الابنة تقلد أمها ، و التلميذ يقلد معلّمه … إلخ . و هكذا ، فإن المعلّم الناجح يستغل هذه الرغبة ، فيكثر من عرض النماذج و النصوص الأدبية المختارة عليهم ، لتكون زاداً يستعينون بألفاظها و تراكيبها و جملها في تعبيرهم . و لا بأس عليهم من حفظ مقتطفات من هذه النصوص – شعراً و نثراً – شريطة أن يكون حفظاً واعياً و هادفاً، و أن تكون هذه المحفوظات جيدة نوعاً و محدودة حجماً .
2 ـ وضح لتلاميذك الفوائد الجمة التي سيجنيها من موضوع التعبير ، و اشرح لهم الدور الوظيفي الذي يقدمه لهم في مختلف جوانب الحياة الخاصـة و العامة .
3 ـ اختر الموضوعات التي تثير اهتمام تلاميذك ، مبتدئاً بما يحيط بهم من بيئة طبيعية و جغرافية و اجتماعية ، متدرجاً معهم من المحسوسات إلى شبه المحسوسات ، وصولاً بهم إلى الموضوعات الأكثر صعوبة و تعقيداً ذات الطابع المعنوي و الخيالي و الفكري .
4 ـ الحرص على تقديم نصوص هادفة و كافية تدور في نطاق الموضوع المعد لهم للتوسع فيه و مناقشته ، لتغني بذلك ثروة التلميذ التعبيرية و الفكرية التي بدورها تساعده في كتابة الموضوع الجديد .
5ـ إن كتابة موضوع التعبير – بمفهومه الشامل – هو ما يريد المدرّس الوصول إليه ، فلا تتعجل الأمر قبل التمهيد له و التأكد من قدرة طلابك على معالجته .
6ـ شجع تلاميذك على المطالعة الحرة ، و خذ بيدهم في اختيار الكتب المناسبة لهم ، و شجعهم أيضاً على متابعة بعض البرامج التلفازية و الإذاعية التي تفتح أمامهم آفاقاً جديدة و توسع مداركهم
المعرفية ، على أن تكون انتقائياً في إرشادك و توجيهك .
المدرسين – في مثل هذه الأحوال – أن يلجؤوا إلى تشخيص واقع تلاميذهم اللغوي ، ليصار إلى علاجهم على ضوء هذا الواقع ، سعياً وراء النهوض بهم مما هم فيه .
7ـ إغناء المكتبة المدرسية ،بكتب متنوعة لمواد مناسبة لمستوى التلاميذ الدراسي واللغوي.
8 ـ صياغة عنوان الموضوع بأسلوب أدبي يثير حيوية التلميذ ونشاطه.
9 ـ مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ أثناء التقويم.
10 ـ مناقشة الأخطاء الشائعة عند التلاميذ (الأسلوبية، النحوية، اللغوية…).11ــ تشجيع المعلم للتلميذ بنشر موضوعه في صحيفة الفصل أوالمدرسة أو بإذاعته في الإذاعة المدرسية لحفز الهمم للتلاميذ
خــــلاصــــة
وخلاصة القول، إن التعبير يبقى من بين الفنون التي لها منزلة كبيرة في الحياة، فهو ضرورة من ضروراتها ، ولا يمكن لأي شخص أن يستغني عنه في أي مرحلة من مراحل عُمره ،فهو ترجمة للنشاط الإنساني بكل صوره ، فهو ترجمة لأفكار الإنسان وأدائه، وخواطره ومواقفه ،وخبراته يعبر عنها بوسائل متعددة ، ومختلفة كاللغة المنطوقة والمكتوبة.كما أن نجاح المتعلم يكمن في تعلمه اللغة والسيطرة عليها، وسهولة استعماله لها إنما يعتمد أساساً على كيفية تعلمه المهارات الأساسية لتلك اللغة داخل الفصل وخارجه، فإذا ما اكتسب تلك المهارات، فإن ما يواجهه من مشكلات في تعلمه بعد ذلك، يسهل التغلب عليها ، لأنه كثيراً ما يتعرض لمواقف تتطلب إجادة لتلك المهارات، مثلاً كالانخراط في مناقشات مع أساتذته وزملائه، والتعلم من جماعات المناقشة والتعبير الجيد عن النفس وغيرها، وهذه مواقف مجملة يندرج تحت كل منها عدد من المهارات الخاصة بالتعبير الشفهي والكتابي.
للمزيد حول الموضوع اضغط على الرابط اسفله: