التعليم الأولي بين التصور والممارسة
يعتبر التعليم بكل أطواره، وخاصة التعليم الأولي،حقا أساسيا لكل الأطفال دون استثناء،وذلك للمكانة الهامة التي يحتلها في إعداد وتأهيل الأطفال للمراحل التعليمية الموالية. فما المقصود بالتعليم الأولي؟ وأين تتجلى أهميته ؟ وما واقع حاله داخل المنظومة التربوية؟
يقصد بالتعليم الأولي،ذلك التعليم الذي يتلقاه الطفل قبل التحاقه بالمدرسة الابتدائية، حين يكون عمره متراوحا بين أربع سنوات كاملة وست سنوات.
يحتل التعليم الأولي أهمية بالغة في أي نظام تربوي، لما يلعبه من أدوار مهمة في تهييىء الطفل وإعداده، لمواصلة التعلم بسلاسة وفعالية في لاحق الأطوار والمراحل التعليمية،ويتجلى ذلك في ما يلي :
-تنمية المهارات الحسحركية والوجدانية والزمكانية والتعبيرية والتخيلية؛
-تنمية القيم الدينية والخلقية والوطنية؛
-تنمية الثقة بالنفس وبالآخرين؛
-التدرب على الأنشطة الفنية واليدوية؛
-التدرب على التعبير باللغة الأم استعدادا لتوظيفها في القراءة والكتابة لاحقا...
ومما لاشك فيه،أن للتعليم الأولي أهمية كبيرة جدا في المسار الدراسي للطفل،بحيث ييسر له مواصلة تعلمه بسلاسة،ويجنبه السقوط في آفة الهدر المدرسي،لكن واقع حال تعليمنا الأولي لا يرقى إلى مستوى التطلعات والانتظارات،وذلك لاعتبارات عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر :
-غياب تكافؤ الفرص في الاستفادة منه بين أطفال الحواضر والبوادي؛
-غياب إطار منظم للقطاع إلى جانب كثرة المتدخلين؛
-ضعف البنية التحتية؛
-قلة المربين وضعف تأهيلهم؛
-غياب التحفيز المادي والمعنوي...
وفي الختام،يجب على الفاعلين والمتدخلين والمهتمين بالشأن التعليمي والتربوي،النهوض بالتعليم الأولي،وذلك من خلال السهر على تعميمه وتجويده،ليستفيد منه كل أطفال المغرب،ودون أي تمييز على أساس العرق أو الجنس أو الدين أو الثقافة أو المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو على أي أساس آخر،كما نص على ذلك الدستور المغربي والميثاق الوطني للتربية والتكوين...