بقلم الأستاذ عبد الحق التويول
في عالم الدراسة غالبا ما يمر التلميذ بلحظات بعضها حلو وبعضها مر ويتجاوز عقبات بعضها سهل وبعضها الآخر صعب ليس بالهين ولعل أصعب محطة قد يصادفها التلميذ في مشواره الدراسي وهي تعتبر بمثابة مفترق طرق نحو فرض الوجود وإثبات الذات أو نحو الاضمحلال والتيه والشتات ، مرحلة التوجيه واختيار المسلك أو الشعبة التي سيكمل فيها طريقه ويحقق فيها مبتغاهبعد الحصول على شهادة البكالوريا ، ولعل ما يزيد الطين بلة والأمور تعقيدا في اتخاد القرار المناسب هو ضبابية الأهداف وقلة الخبرة والتجربة وربما في بعض الأحيان الطيش والاستهانة بمثل هذه القرارات المصيرية ، ووعيا منها بأهمية هذه الخطوة دأبت المؤسسات التربوية على تخصيص أيام للتوجيه تنويرا للتلاميذ وفتحا لأعينهم على الآفاق المستقبلية لمختلف الشعب والتخصصات عسى أن يكون ذلك خطوة إيجابية للاختيار الأليق والأنفع للتلميذ ، لكن رغم ذلك فإن واقع التلاميذ وحتى الطلاب الجامعين يخبرنا أن خطبا ما قد حصل وأن مسألة الاختيار ربما لم تتم على أحسن ما يرام ، خاصة وأن شريحة عريضة من التلاميذ والطلاب تعاني سواء في السر أو العلن من آثار ومخلفات شُعب يدسونها وتوجهات يخترونها ومسالك خاضوا غمارها دون أن تكون لهم أدنى رغبة فيها أو دراية بآفاقها، ولذلك أمثال هؤلاء التلاميذ غالبا ما تتلاشى أحلامهم وتضمحل أمالهم فتبرز الآلام وينتهي بهم المطاف على قارعة البطالة يصارعون الضياع والموت البطيء ، وهو الأمر الذي لا يمكن أن نرضاه بأي حال من الأحوال خاصة وأن ديننا الحنيف يحث على التعاون والنصح والإرشاد ، بل إن كينونة الدين لا وجود لها إلا بالنصح قال النبي صلى الله عليه وسلم : (الدِّينُ النَّصِيحَةُ ) قُلْنَا لِمَنْ ؟ ، قال : ( لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِم)(رواه مسلم)، ولا شك أن تلامذتنا وطلابنا يندرجون لا محالة ضمن عامة المسلمين فوجب نصحهم وتوجيههم إلى ما فيه نفعهم .
وعليه فقد وجب على كل من وصل مفترق الطرق وإلى مرحلة التوجيه واختيار ما سيدرس سواء في المرحلة الثانوية أو الجامعية على وجه الخصوص أن يتجنب ما يلي :
- اختيار شعبة ما دون معرفة بآفاقها لأنك عزيزي التلميذ بهذا الفعل وبإقدامك على هذه الخطوة غير محسوبة العواقب ستكون كمن ولج كهفا مظلما وطريقا معتما الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود، نسأل الله السلامة.
- اختيار الشعبة التي اختار صديقك أو جارك خاصة إذا لم تكن لك لا ناقة ولا جمل بتلك الشعبة وإنما اخترتها حرصا على البقاء ضمن تلك المجموعة واعتقادا منك أن ذلك دليل على (الرجولة) والوفاء للأصدقاء وبرهان على المحبة التي سرعان ما تنقلب في غالب الأحيان إلى عداوة نتيجة تفاجئك المباغت بنجاح صاحبك وتوفق جارك فيما اختاره هو عن قناعة وأنت إنما اخترت عن صداقة ، فحذاري من تبخر الصداقة وتلاشي اللباقة .
- اختيار شعبة ما حبا في المدح والثناء لا غير وبغية الظهور بين الأقران والجيران بمظهر حسن ، فاعلم أن لكل ذلك المدح والبهرج أمدا لا شك منتهٍ إليه وبعده لا يصح إلا الصحيح ، فاحذر من الغبن والخسارة التي قد تعقب الانتشاء والجسارة .
- اختيار شعبة ما دون أخرى تفاديا لكلام الناس وإهانتهم النابعة من جهلهم أو حقدهم وهذا ينطبق خاصة على شعبة دراسة الدين ، التي قد يدرسها الإنسان ويحقق فيها مبتغاه ويبدع فيها، لكن الخشية من وصف الناس لأهلها بالإرهاب أو الدعشنة أو غير ذلك من الأوصاف التي أصبحت لصيقة بالدين وأهله بفعل عوامل كثيرة تحول دون اقبال التلاميذ والطلبة عليها ، وهذا فقط نموذج أما الأمثلة فكثيرة نكتفي فيها بما ذكرنا .
اختيار شعبة ما إرضاء للوالدين وتجنبا لسخطهما وهذا للأسف مما تقع فيه شريحة عريضة من التلاميذ الذين يفرض عليهم آباؤهم وأولياء أمورهم شعبا بعينها غير مراعين لقدراتهم وميولاتهم التي قد لا تتناسب في كثير من الأحيان وما يُوجهون إليه ويُقتادون لدراسته قودا وبأهداف نبيلة في أغلب الأحيان ذلك أن كل أب وكل أم لا يمكن أن يحب لفلذة كبده إلا خيرا ، فتجدهم بهذا الفعل وبهذا التوجيه العاطفي يجنون عليهم من حيث لا يحسون ، ويكونون سببا في معاناتهم من حيث لا يشعرون وربما في انقطاعهم عن الدراسة وانحرافهم نظرا لفشلهم وعدم قدرتهم على مجارات ما اختير لهم ، ولو ترك الإباء أبنائهم يختارون ما يناسبهم لكان خيرا للجميع .
إنه وبتجنب هذه الأسباب التي أراها وبحكم التجربة بمثابة مسامير يدقها التلميذ في نعش مستقبله بيده ، وببناء الاختيار على الرغبة النابعة من حب ذلك التخصص أو تلك الشعبة التي تريد مع وجوب الدراية بالذات والقدرات وبالتخلص من نظرة الاخرين مدحا كانت أو احتقارا ، وبالتشاور مع أهل التجربة والخبرة سواء كانوا أباء أو أساتذة أو موجهين متخصصين، تكون عزيزي التلميذ قد خطوت خطواتك الأولى نحو الاختيار الأنسب بعيدا عن العشوائية التي قد تدفع ثمنها باهضا ، نسأل الله العافية .
في عالم الدراسة غالبا ما يمر التلميذ بلحظات بعضها حلو وبعضها مر ويتجاوز عقبات بعضها سهل وبعضها الآخر صعب ليس بالهين ولعل أصعب محطة قد يصادفها التلميذ في مشواره الدراسي وهي تعتبر بمثابة مفترق طرق نحو فرض الوجود وإثبات الذات أو نحو الاضمحلال والتيه والشتات ، مرحلة التوجيه واختيار المسلك أو الشعبة التي سيكمل فيها طريقه ويحقق فيها مبتغاهبعد الحصول على شهادة البكالوريا ، ولعل ما يزيد الطين بلة والأمور تعقيدا في اتخاد القرار المناسب هو ضبابية الأهداف وقلة الخبرة والتجربة وربما في بعض الأحيان الطيش والاستهانة بمثل هذه القرارات المصيرية ، ووعيا منها بأهمية هذه الخطوة دأبت المؤسسات التربوية على تخصيص أيام للتوجيه تنويرا للتلاميذ وفتحا لأعينهم على الآفاق المستقبلية لمختلف الشعب والتخصصات عسى أن يكون ذلك خطوة إيجابية للاختيار الأليق والأنفع للتلميذ ، لكن رغم ذلك فإن واقع التلاميذ وحتى الطلاب الجامعين يخبرنا أن خطبا ما قد حصل وأن مسألة الاختيار ربما لم تتم على أحسن ما يرام ، خاصة وأن شريحة عريضة من التلاميذ والطلاب تعاني سواء في السر أو العلن من آثار ومخلفات شُعب يدسونها وتوجهات يخترونها ومسالك خاضوا غمارها دون أن تكون لهم أدنى رغبة فيها أو دراية بآفاقها، ولذلك أمثال هؤلاء التلاميذ غالبا ما تتلاشى أحلامهم وتضمحل أمالهم فتبرز الآلام وينتهي بهم المطاف على قارعة البطالة يصارعون الضياع والموت البطيء ، وهو الأمر الذي لا يمكن أن نرضاه بأي حال من الأحوال خاصة وأن ديننا الحنيف يحث على التعاون والنصح والإرشاد ، بل إن كينونة الدين لا وجود لها إلا بالنصح قال النبي صلى الله عليه وسلم : (الدِّينُ النَّصِيحَةُ ) قُلْنَا لِمَنْ ؟ ، قال : ( لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِم)(رواه مسلم)، ولا شك أن تلامذتنا وطلابنا يندرجون لا محالة ضمن عامة المسلمين فوجب نصحهم وتوجيههم إلى ما فيه نفعهم .
وعليه فقد وجب على كل من وصل مفترق الطرق وإلى مرحلة التوجيه واختيار ما سيدرس سواء في المرحلة الثانوية أو الجامعية على وجه الخصوص أن يتجنب ما يلي :
- اختيار شعبة ما دون معرفة بآفاقها لأنك عزيزي التلميذ بهذا الفعل وبإقدامك على هذه الخطوة غير محسوبة العواقب ستكون كمن ولج كهفا مظلما وطريقا معتما الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود، نسأل الله السلامة.
- اختيار الشعبة التي اختار صديقك أو جارك خاصة إذا لم تكن لك لا ناقة ولا جمل بتلك الشعبة وإنما اخترتها حرصا على البقاء ضمن تلك المجموعة واعتقادا منك أن ذلك دليل على (الرجولة) والوفاء للأصدقاء وبرهان على المحبة التي سرعان ما تنقلب في غالب الأحيان إلى عداوة نتيجة تفاجئك المباغت بنجاح صاحبك وتوفق جارك فيما اختاره هو عن قناعة وأنت إنما اخترت عن صداقة ، فحذاري من تبخر الصداقة وتلاشي اللباقة .
- اختيار شعبة ما حبا في المدح والثناء لا غير وبغية الظهور بين الأقران والجيران بمظهر حسن ، فاعلم أن لكل ذلك المدح والبهرج أمدا لا شك منتهٍ إليه وبعده لا يصح إلا الصحيح ، فاحذر من الغبن والخسارة التي قد تعقب الانتشاء والجسارة .
- اختيار شعبة ما دون أخرى تفاديا لكلام الناس وإهانتهم النابعة من جهلهم أو حقدهم وهذا ينطبق خاصة على شعبة دراسة الدين ، التي قد يدرسها الإنسان ويحقق فيها مبتغاه ويبدع فيها، لكن الخشية من وصف الناس لأهلها بالإرهاب أو الدعشنة أو غير ذلك من الأوصاف التي أصبحت لصيقة بالدين وأهله بفعل عوامل كثيرة تحول دون اقبال التلاميذ والطلبة عليها ، وهذا فقط نموذج أما الأمثلة فكثيرة نكتفي فيها بما ذكرنا .
اختيار شعبة ما إرضاء للوالدين وتجنبا لسخطهما وهذا للأسف مما تقع فيه شريحة عريضة من التلاميذ الذين يفرض عليهم آباؤهم وأولياء أمورهم شعبا بعينها غير مراعين لقدراتهم وميولاتهم التي قد لا تتناسب في كثير من الأحيان وما يُوجهون إليه ويُقتادون لدراسته قودا وبأهداف نبيلة في أغلب الأحيان ذلك أن كل أب وكل أم لا يمكن أن يحب لفلذة كبده إلا خيرا ، فتجدهم بهذا الفعل وبهذا التوجيه العاطفي يجنون عليهم من حيث لا يحسون ، ويكونون سببا في معاناتهم من حيث لا يشعرون وربما في انقطاعهم عن الدراسة وانحرافهم نظرا لفشلهم وعدم قدرتهم على مجارات ما اختير لهم ، ولو ترك الإباء أبنائهم يختارون ما يناسبهم لكان خيرا للجميع .
إنه وبتجنب هذه الأسباب التي أراها وبحكم التجربة بمثابة مسامير يدقها التلميذ في نعش مستقبله بيده ، وببناء الاختيار على الرغبة النابعة من حب ذلك التخصص أو تلك الشعبة التي تريد مع وجوب الدراية بالذات والقدرات وبالتخلص من نظرة الاخرين مدحا كانت أو احتقارا ، وبالتشاور مع أهل التجربة والخبرة سواء كانوا أباء أو أساتذة أو موجهين متخصصين، تكون عزيزي التلميذ قد خطوت خطواتك الأولى نحو الاختيار الأنسب بعيدا عن العشوائية التي قد تدفع ثمنها باهضا ، نسأل الله العافية .