سمات التلاميذ المتميزين في نتائج تقويم تطور الكفايات القرائية (PIRLS 2016)

بقلم: لحسن الخلفاوي 
    أعلنت الجمعية الدولية لتقويم الأداء التربوي عن نتائج الدراسة الدولية التي انجزتها خلال العام المنصرم (2016) حول تطور الكفايات القرائية بالمستوى الرابع الابتدائي وهو التقويم الذي شاركت فيه خمسون دولة من مختلف أنحاء العالم وكشفت نتائجه عن تزايد عدد المتمكنين من الكفايات القرائية مقارنة بنتائج الدراسة عام 2011، وعن تفوق الإناث على الذكور في 48 دولة من أصل 50 دولة مشاركة، لكن ذلك ليس مقصدنا من هذه الورقة إنما مرادنا السمات المميزة للتلاميذ المتميزين التي كشفت عنها هذه الدراسة. فما هي هذه السمات؟
- تلاميذ ينحدرون من أسر تدعم القرائية:
       التلاميذ المتمكنون من الكفايات القرائية يعيشون في جو منزلي يدعم تعلم القرائية من خلال توفره على مصادر متنوعة داعمة للتعلم، من قبيل الكتب والمراجع، والأجهزة الرقمية فضلا عن وجود آباء متعلمين يمتلكون كفايات قرائية جيدة، ورغبة أكيدة في القراءة.
- تلاميذ تعلموا القراءة والكتابة في سن مبكرة:
       كشفت الدراسة عن ارتباط الأداء الجيد على مستوى الكفايات القرائية بتعلم القراءة في سن مبكرة تصل في بعض الأحيان إلى ثلاث سنوات قبل الولوج إلى المدرسة الابتدائية، ويتخذ ذلك شكلين: التعليم المنزلي الذي يقوم به الآباء، وهم أساتذة أبنائهم الأُول، والتعليم في رياض التعليم الأولي، ذلك أن 39% من التلاميذ الذين شملتهم الدراسة أقر آباؤهم بعنايتهم الدائمة بتعليم أبنائهم في سن مبكرة من خلال: القراءة، والحديث، وحكاية القصص، والأناشيد، وتعليمهم الكتابة.
- تلاميذ يدرسون بمدارس تكرس جهودها خدمة للتحصيل الأكاديمي:
        أظهرت نتائج الدراسة ارتباطا وثيقا بين الأداء الجيد وإمكانيات المدرسة، والمستوى المعيشي لروادها، حيث يلج هؤلاء المدارس بمستويات قرائية جيدة، ويتلقون تعليما جيدا مقارنة بنظرائهم من الطبقات الدنيا، وهي مدارس تركز جهودها على التحصيل الدراسي الجيد، وعلى مهارات القراءة واستراتيجياتها في مراحل الدراسة الأولى. فنصف التلاميذ الذين شملتهم الدراسة يدرسون في مدارس تركز جهودها على تعليم التلاميذ المهارات الثلاثة الأساسية: معرفة الحروف الهجائية، والعلاقات بين الأصوات، والتهجية وذلك في المستوى الأول، وعلى اكتشاف المعلومات والأفكار الأساسية في المستوى الثاني، وعلى المقارنة بين النصوص المختلفة في المستوى الثالث، وعلى البحث عن بنية النص ومنظور كاتبه في المستوى الرابع.
      كما كشفت هذه الدراسة أيضا عن العلاقة بين رضى المدرسين عن مهنتهم ومستوى تحصيل المتعلمين في مجال الكفايات القرائية، فنسبة مهمة من ذوي الأداء الجيد في هذا التقويم يدرسهم أساتذة راضون عن مهنتهم.
- تلاميذ المؤسسات الآمنة:
       أغلب الذين شملتهم الدراسة يدرسون في مدارس آمنة يسود فيها الانضباط (62%)، في حين أن 30% من التلاميذ يدرسون بمدارس تعرف من حين لآخر مشاكل من هذا النوع، و8% يدرسون بمدارس تعرف مشاكل حقيقية. وهؤلاء هم الأقل أداء على مستوى القرائية.
- تلاميذ المدارس التي تعتبر تعليم القرائية أولوية:
فإذا كانت كل الدول المشاركة تخصص لأنشطة اللغة في المتوسط 27% من زمن التعلم، ولأنشطة القراءة 18% من هذا الزمن، فإن هذا المعطى إذا أضيف اليه وجود أطر إدارية وتربوية متمرسة وذات كفاءة عالية، مع إمكانية الولوج إلى المكتبة واستعمال الحاسب والأنترنيت يعد حاسما في التمكن من الكفايات القرائية.
- تلاميذ مواظبون ولا يشعرون بالعياء أو الجوع:
  فبغض النظر عن الأجواء المدرسية الإيجابية في الجملة المتصلة بالمدرسين والتلاميذ أنفسهم فإن بعض التلاميذ يعانون من سوء العناية، ويتغيبون عن الدراسة من حين لآخر. إذ أن 26% عبروا عن شعورهم بالجوع في غالب الأوقات، و15% أقروا بتغيبهم مرة أو مرتين كل خمسة عشر يوما. وهؤلاء كانوا أقل أداء مقارنة مع زملائهم.
- تلاميذ لهم اتجاهات ومواقف إيجابية نحو القراءة:
  ترتبط المواقف الجيدة والايجابية تجاه القراءة بمستوى التحصيل الدراسي الجيد وفق علاقة جدلية، فهذه المواقف تدفع التلاميذ إلى القراءة أكثر، كما أن التحصيل الجيد يساعد على بناء مواقف إيجابية أكثر.
                   هذه جملة السمات المميزة للتلاميذ المتميزين في الدراسة التي قامت بها الجمعية الدولية لتقويم الأداء التربوي خلال دورة 2016 بخمسين بلدا من مختلف أنحاء العالم والتي همت تلاميذ السنة الرابعة الابتدائية.  وهي سمات تجعلنا نشعر، رغم تحسن ترتيبنا مقارنة بعام 2011، بأنه لا زال أمام الكثير مما نقوم به حتى نحسن من أداء متعلمينا في مجال الكفايات القرائية وغيرها من الكفايات الأخرى.
google-playkhamsatmostaqltradent