تُعتبر الدراسة في فرنسا من الفرص التي لا تُعوّض حيث يمكنك الحصول على كل مقومات الإبداع ويمكنك خوض التجارب المختلفة المصاحبة للبرامج الدراسية والتعرف على ثقافة وطبيعة الشعوب هناك، أمر ممتع وتجربة فريدة تزيدك خبرة في الحياة.
تُتاح للطلاب الدارسين بفرنسا فرصة التعرف على الثقافة الفرنسية في حياتهم اليومية أثناء الدراسة، حيث يتعرضون لقدر عالي وراقي من البيئة التفاعلية الجميلة التي تجمع الطلاب من مختلف أنحاء العالم. هذا التعدد الكبير للطلاب وثقافاتهم المختلفة يجعلك تخوض تجربة فريدة بقدر مفرط من المتعة والمغامرة، فلا تُتاح يومياً الفرصة لملاقاة هذه المجموعات المختلفة من الطلاب، لذا ربما حان الوقت لندرس ونتعلم شيئاً وننمو فكرياً وثقافياً كأفراد بينما نستمتع بالعملية.
تُنظّم الجامعات هناك عدداً من المناشط التي تُتعبر جزءاً من العملية التعليمية فتُقيم المؤتمرات والندوات والحفلات وبعض الرياضات كجزء من حياة الطلاب، تختلف هذه الأنشطة حسب الجامعة التي ترتادها لكن من المؤكد أنك ستحصل على جدول مُشبّع بمختلف الأنشطة التفاعلية والممتعة بغض النظر عن الجامعة. ترغب الجامعات بضمان التعليم المثالي لطلابها لكن بإضافة بعض المتعة والأوقات الجميلة أثناء الدراسة فالحياة لا يمكن أن تكون بالجديّة الصارمة طوال الأوقات.
يستمتع الطلاب بكل تأكيد بأوقاتهم أثناء الدراسة في فرنسا حيث لا يوجد يوم ممل على الإطلاق، فلو كنتَ بالجامعة مثلاً خلال يوم دراسي عادي أو بالمنزل تستعد للخروج لاستكشاف بعض عجائب البلد سيكون لديك بكل تأكيد قائمة مُزدَحمة بالأشياء التي يجب فعلها.
هنالك عدد كبير من المتاحف التي توفر كل شيء تقريباً من التاريخ، الفَنّ الحديث الى العلوم وكل هذا بتكاليف بسيطة جداً وهي نقطة لصالح الطلاب هنالك. يوجد بالبلاد أكثر من 2000 سينما منتشرة في كافة الأطراف، هنالك العروض المسرحية التي تشمل الحفلات وبعض العروض والعديد من النوادي والحفلات الاجتماعية.
تضمن الجامعات للطلاب الدخول لعدد من المُنشئات الرياضية الحديثة وفي الغالب يتطلب الأمر بعض الرسوم البسيطة، فتُشجّع الجامعات طلابها على الحضور والمشاركة بمختلف المواسم والفعاليات الرياضية. تشمل هذه الفعاليات مدى واسع من الرياضات المختلفة والتي يمكن أن تختار منها ما يناسبك مثل كرة القدم، الكريكت، البيسبول، كرة السلة والعديد من الرياضات الأُخرى.
توفر أغلب الجامعات خطوط انترنت مجانية لضمان إتصال طلابها بالعالم الخارجي في كل الأوقات، لكن إذا أخترت مسبقاً أن تعيش خارج السكن الجامعي فعليك أن توفر ذلك بنفسك. لكن في الوضع الغالب يمكنك دوماً العثور على إتصال في عدد من الأماكن العامة مثل المكتبات والمقاهي.
قائمة الأشياء التي تدخل في قاموس حياة الطالب في فرنسا والتي يمكنك فعلها تختلف وتتغير حسب مكان إقامتك والجامعة التي ترتادها. لكن كن على يقين أن هناك ما يكفي من الأشياء لكافة الأفراد وهذا الذي تحدثنا عنه في المقال هو فقط بداية المرح وما يُروى فقط، لذا توقع أن تكتشف بنفسك الكثير عن الحياة العامة في فرنسا بعد انتقالك للدراسة هناك.
يتمتع الطلاب بمدى واسع من الجداول فيما يتعلق بأوقات حضور الكورسات والتي تكون مرنة ومناسبة لما يرغبون، أي أنه يمكنك اختيار وقت حضورك للكورس المعيّن ضمن مجموعة من الخيارات وهذا يُسّهل الأمر لمن يُفكر بالحصول على عمل آخر تزامناً من الدراسة دون التأثير على برنامجه الدراسي، كذلك يجد المرونة من يرغب في المشاركة بالأنشطة الاجتماعية المختلفة والتي تُقيمها الجامعة.
لابد أن تُفرّغ بعض الوقت في جدولك اليومي وتأخذ فرصة لمراجعة ما درست في الجامعة وهذا شيء مهم جداً حيث أنك تدرس في أفضل الجامعات في العالم ومحافظة هذه الجامعات على مستوياتها المتقدمة تحدٍ كبير بالنسبة لها وهذا يتطلب منك أن تّقدم أفضل ما عندك ما دمت من طلابها لذا لابد من استقطاع بعض الوقت للاستذكار والمراجعة اليومية فهذه هي الطريقة الوحيدة لمواكبة هذه الجامعات.
هناك عدة طرق لجعل الدراسة أمر ممتع وهذا يجعلك تعمل ما تُريد ويُبعدك عن العمل الروتيني. يُفضل دائماً العمل مع زميل حتى تحافظ على حماسك وتبتعد عن الملل حيث يمكنكما الدراسة والاستذكار معاً، اختبار بعضكما البعض ومشاركة الأفكار حول موضوع الدراسة فعقلين دائماً أفضل من عقل واحد.
ما أن تبدأ الدراسة حتى تجد نفسك وسط عدد من الاختبارات والامتحانات والتي ليس الهدف منها إخافتك أو تعجيزك أنما هي تُوضع لضمان تعليمك وفهمك الجيد للمعلومات وجاهزيتك للانتقال للمرحلة التالية أو استعدادك للعمل في مهنتك لذا كن دائماً على استعداد. من المهم تعلم أنه ما أن تبدأ الدراسة حتى يُصبح لديك اختبار اسبوعياً على الأقل في كل مادة وأكثر من ذلك في بعض الأحيان.
من المهم جداً أن تنهل أكبر قدر ممكن من الثقافة الفرنسية خلال وجودك هناك، فهي بكل تأكيد أمر رائع جداً وهناك الكثير لتختبره وسيكون من المؤسف عدم أخذ فرصة للاستمتاع بها. رغم أنه من الضروري جداً الاهتمام ببرامجك الدراسية وجعل الأولوية لها، لكن هذا لايعني أن تغلق على نفسك تماماً بل حاول أن تحظى ببعض الوقت للمرح والاستكشاف.
بالتأكيد يعود الأمر في النهاية لك لتحدد كيف تريد أن تعيش يومك وما تم ذكره هنا كان مجرد نظرة مُعممة لما قد تجد هناك.