نصائح وإرشادات حول إعداد الرسالة التحفيزية للترشح لمباراة ولوج مركز تكوين مفتشي التعليم.
يتساءل العديد من الأستاذات و الأساتذة المقبلين على اجتياز مبارة ولوج المركز الوطني لتكوين مفتشي التعليم عن الرسالة التحفيزية و ما الذي يجب أن تتضمنه؟ و كذا عن أهمية الموضوع الذي يجب أن يدرج فيها.
احب أن أوضح رأيي في الموضوع.
لقد لاحظت أن العديد من الرسائل التحفيزية مبثوثة بالمواقع و الصفحات، كما أن هناك نماذج يتم تداولها خلال الدورات التكوينية التي باتت تنظم في مختلف الجهات، و هي تحمل مواصفات الرسالة التحفيزية إلا أن تعامل المرشحين مع هذه النماذج يتم بطريقة سلبية للغاية قد تأثر على وضعهم خاصة في المقابلات الشفوية.
و التعامل السلبي أقصد به أن يعمد العديد من المترشحين إلى نسخ نفس النمذج الموجود على الشبكة أو المقدم خلال دورة من الدورات و يتبناه و قد يتبنى حتى الموضوع أو الظاهرة الواردة فيه.و هنا أحب أن أشير إلى أن السادة أعضاء لجن المقابلات بحكم تكوينهم و ملمحهم و خبرتهم الطويلة يقيمون بشكل دقيق أصالة الوثائق و المواضيع و هل هي بالفعل تعكس الملمح المعرفي و الخبري للمرشح أم أنها( كالعديد من الحالات)، من اجتهاد شخص و لقيت رواجا عبر الشبكة. و يكفي أن تحصل للجنة أو لأحد أعضائها هذه القناعة ، لكي يصبح مصير المرشح في مهب الريح. و ذلك على اعتبار أن من بين أهم القدرات التي يجب أن تكون للمترشح لمهنة التفتيش هي انتاج وثيقة أصيلة انطلاقا من أرضية أو من إطار مرجعي معين. (يتبع قريبا)
الرسالة التحفيزية "تابع 1".
الرسالة التحفيزية ، كما يدل على ذلك اسمها، هي وثيقة تسمح للمترشح بأن يثبت للهيئة التي تنتقي أنه بالفعل يتوفر على معظم أو غالبية عناصر ملمح الوظيفة المطلوبة، و بذلك فهو معني ب:
1 ـ الإلمام بملمح الإطار المطلوب و كذا المهام و الوظائف المرتبطة بهذا الإطار.
2 ـ أن يبرزعبر رسالة تحفيزية من خلال عرض كفاءاته و خبرته و تجربته التي راكمها طيلة مساره المهني و كذا التكوينات التي تلقاها و المشاريع التربوية التي شارك فيها أو أنجزها و كذا تجاربه الرائدة في العمل الجمعوي المرتبط بالشراكات التربوية........ من خلال هذا العرض المقتضب و الذي جب أن يكون دقيقا فهو يحفز الجهة المنتقية و يقنعها بأنه هو الذي سيصلح لتقلد مهام و وظائف الإطار الجديد.
و لكي يتمكن المرشح من ذلك، تكفيه فقرة يسرد فيها مساره المهني و تجاربه وكفاياته و كفاءاته، ويركز على التي لها علاقة بالميدان التربوي، على أن تكون بأسلوب أدبي واضح و سلس و مقتضب.
أما عن "موضع البحث" و هو ما يؤرق الأساتذة و الأستاذات، و مما تجدر الإشارة إليه أن التعامل مع اختيار الموضوع يجب ان يتم ببراكماتية كبيرة، فليس من الضروري أن يكون بحث نهاية التكوين بالمركز مطابق لما ورد في الرسالة التحفيزية، و إن كان أن بإمكان الطالب اعتماده. من هنا يمكن أن نتساءل و ما أهمية الإشارة إليه في الرسالة التحفيزية، الجواب هو أنه من خلاله يمكن للجنة أن تقف على مدى قدرة المرشح على تحليل المنظومة و ظواهرها و رصد المشاكل المهمة و التفكير فيها.
فالقدرة على تحليل تمفصلات المنظومة التربوية وكذا الظواهر التربوية والفعل التربوي و الممارسات الصفية عموما، و رصد المشاكل التي تتخللها و القدرة على تحليلها و اقتراح حلول و بدائل من بين أهم مهام و سمات ملمح المفتش التربوي، و لذا فورود موضوع البحث ضمن الرسالة التحفيزية هو مؤشر من خلاله تقف اللجنة على قدرة المترشح على تحليل الفعل التربوي و رصد المشاكل الحقيقية التي من خلال البحث يمكن أن يخلص إلى إيجاد حلول و مقترحات لتجواز المشكل أو حل الظواهر التربوية المعقدة.
و منه فموضوع البحث الذي على المترشح أن يقترحه يجب أن يتسم بما يلي:
1 ـ الراهنية، أي أنه موضوع يعالج مشكل من المشاكل أو ظاهرة من الظواهر الراهنة، و لكي يستطيع المرشح اقتراح موضوع يتصف بهذه الصفة لا بد أن يكون مواكبا و متتبعا للشأن التربوي، ملما بنسبة عالية بالمشاكل و التمفصلات و المحطات التي تمر بها المنظومة التربوية الوطنية.
2ـ الواقعية و الإجرائية، أي أن يكون موضوع البحث مرتبطا بالفعل التربوي و الممارسة الصفية ما أمكن، و أن لا يتسم بالصبغة الأكاديمية (التي يحتاج البحث فيها إلى سنوات) أو الصبغة النظرية، ثم أن يكون البحث قابلا للأجرأة.(فكلما كانت ظاهرة البحث و موضوعه محصورا، كلما كان البحث إجرائيا و نتائجه واضحة و مؤكدة)
3ـ القيمة المضافة: أن يرنوالبحث إلى تقديم حلول لمشكل واقعي، و يقدم إضافات و يقترح حلول، أو يساعد على فهم ظاهرة تربوية معقدة.
4ـ أن يكون المرشح ملما و ممسكا بتلابيب الموضوع، و جميع حيثياته، فغالبا ما يتمحور جزء كبير من المناقشة أثناء المقابلة على دواعي اختيار الموضوع، و أهمية البحث فيه، و كل الحيثيات المرتبطة به، فلا فائدة من أن يقترح المرشح موضوعا مهما و راهنا و إجرائيا و هو غير ملم بجميع أو معظم حيثياته، فيقع في الحرج أمام أعضاء اللجنة و قد بكون هذا سببا في الإقصاء.
و لهذا أوجه المرشحين إلى:
ـ تجنب الخوض في المواضيع النظرية أو التي تطرح قضايا مستهلكة(أي أسالت ميدادا بحثيا كثيرا، كالهدر المدرسي، تمدرس الفتاة....) و تلك التي تتداخل فيها العوامل و المتغيرات.
ـ البحث عن مواضيع التي يمكن أن يفضي البحث فيها إلى تقديم حلول لمشاكل أو تمكن من فهم ظواهر سلبية تؤثر على مردودية المدرسة، و الإعتماد في ذلك على مؤشرات مضبوطة، كالإنطلاق مثلا من نتائج المتعلمين المغاربة في الدراسات الدولية و الوطنية. PNEA PIRLS TIMSS PEEQ. MEDA.APEEF..و كذا.تقارير المجليس الأعلى....
عن موقع تربية و تكوين
شاهد ايضا