اشكالية الكتابة على الجدران والطاولات../ graffiti /

بقلم  ابن حمو سعيد / استاذ باحث ,الديداكتيك, اللسانيات والادب الفرنسي             
  تندرج مقالتي في اطار التعريف بظاهرة مشينة تمس الحقل التعليمي بالدرجة الاولى و حتى العامة و املاكهم بالدرجة الثانية, من باب التهكم على حق من حقوقهم الخاصة.
هذه الظاهرة يطلق عليها اصطلاح  graffiti , الكتابة على الجدران و الطاولات ...الخ, مشكلا ذلك النقش ثلوث مرئي ,قد يستعصى احيانا ازالته او مسحه .
ما يهمني في مقالتي , تمرير بعض الإضاءات و لنتساءل جميعا هل تندرج هذه الكتابات في اطار التواصل ؟  ماهي الاسباب التي تدفع الفرد الى ارتكاب هذه الحماقات ؟هل نتعامل مع الظاهرة ببعد ابستيمولوجي وبيداغوجي؟ هل هي نزوة من النزوات العابرة. .....تلكم اسئلة , سأحاول الاجابة عليها
التواصل, كان ولا يزال يشكل احدى الدعائم الاساسية التي تقوم عليها الحياة الانسانية, و قد ازدادت اهميته اليوم بفضل التقدم الكبير الذي عرفه الميدان التكنولوجي
التواصل= تبادل انطباعات وارساليات عبر دلالات ومشاعر , ويقتضي ذلك المرور بالقاعدة الجاكوبسونية / مرسل+رسالة+مرسل اليه/ ليحدث بين المرسل و المرسل اليه تفاهم بشكل صريح او ضمني.
الاشكالية
داخل المؤسسات التعليمية, الخاصة و العامة وبجل مرافقها , حجرات دراسية +مكتبة +مرافق صحية+جدران خارجية و داخلية  هناك كتابات لضحايا وعشاق الجنس الاخر / لفرق رياضية وطنية و اجنبية / كلمات نابية في حق رؤساء الفرق / التشهير بسلوك معين لنجم / السب و القدف المجاني لأشخاص نجحوا في مسارهم / مع بعض الرسومات و احيانا رموز ودلالات سلبية, مقرفة لا تحترم الاخر و تمتثل لضوابط الحياة المدرسية .
الغريب , و في زمن النقرة بفضاء عنكبوتي يأثث لمواقع اجتماعية مجانية كثيرة / فيسبوك ,توتير , واتساب ,جرائد...../ اللائحة طويلة, يبقى البعض متشبثا بهذه الكتابة التقليدية الممقوتة.
لهذه الكتابة ثلاث ابعاد / بعد ابستيمولوجي / بعد سيكولوجي / بعد بيداغوجي /
البعد الابستيمولوجي= يندرج هذا الخطأ ضمن موروث بشري , بحيث يتكرر نفس الخطا وعلى مر العصور مع حلول كل سنة دراسية وفي كل حجرة دراسية او مؤسسة تعليمية مع ثلة من المشاغبين والساخطين عن وضع ما
البعد السيكولوجي= له علاقة بشخصية المتعلم ,توازنه العقلي +النفسي+ علاقته مع الاخر + تربيته + مدى ادراكه للوجود و المحيط البيئي , دون نسيان تعامل الوالدين معه = الثناء والعقاب
البعد البيداغوجي = يتعلق بموقع هذا الفرد داخل المنظومة التعليمية , حضوره +انضباطه + استيعابه للدروس +الفهم +التطبيق ....
هذه ابعاد الخطأ , لكني سأحصر هذه الظاهرة في شقين / الشق الاول les bêtises systématiques ,الاخطاء المنتظمة ,ثم  الشق الثاني الخطا المنعزل   erreur isolée
الخطا المنتظم = يكون من نفس الطينة , و هو المتداول , كان يكتب حبه و ما يخالجه من مشاعر على طاولة بريئة , عوض ان يبوح بها الى اصحاب الشان ,سواء اشخاص او مؤسسات او فرق رياضية ,اقول لهم من هذه المنبر , هو حب من طرف واحد محكوم عليه بالفشل و لا جدوى من ان توصل عشقك للجميع ......
الخطا المنعزل = الفرد يتصرف انفراديا , يعبر عن حلمه ,تضامنه و سخطه في الغالب , هذا النوع من الاخطاء هو الخطير ان لم يصلح و يعالج بطرق بسيكو بيداغوجية ,يتنامى نحو تشكيل تكتل مترجما بذلك خطا اخر دال بصيغة الجمع و بتكرار التصرف
الإضاءة 
في اوروبا ,ثم التقنين والتغلب على هذه الظاهرة بلجان اليقظة و بإحداث فضاءات لمنخرطي الكتابة و الخربشة على الطاولات و الجدران و اطرت من قبل الفنانين لتأخذ منحى جمالي , و الدليل الاحياء الهامشية الباريسية , لدينا بالدار البيضاء مؤسسة قديمة l abatoires les نهجت نفس المنحى ,نرجو ان تعمم....؟؟
ربما قديما, كانت المنابر الاعلامية  ,فظاء صعب المنال ,على مستوى النشر و تمرير الخطاب ,لكن مع تعددها و انفتاحها , لا ارى عائقا الا من ليس له مستوى دراسي و ثقافي للكتابة شكلا و موضوعا .
اكتبوا تدوينا تكم  على موقع اجتماعي و انتظروا الرد و اجمعوا ما شئتم من اللايكات  j'aime  ,واتركوا الطاولات و الجدران فقد سئمنا شغبكم
لن تستطيع المؤسسات التعليمية التغلب على هذه الظاهرة ان لم ينخرط التلميذ و التلميذة في الحفاظ على رونق المرفق العام ة الذي بداخله اطر تربوية تهندس يوميا لمساره الدراسي نحو النجاح ,فاقل شيء تجاه هذه الاطر , ان تتركوا فضاء اشتغالهم نقي و نظيف على شتى المستويات
سأختم بأبيات شعرية  للشاعر المغربي محمد بن براهيم المراكشي 
فيا من يرى ان الدراسة سجنه                 عدمتك غرا في ضلالك غاويا
فتندم لو كانت تفيد ندامة                         و تمسي على عهد الدراسة باكيا 
google-playkhamsatmostaqltradent