بعض الأهل، على الرغم من أنهم يحبون أولادهم، يتصرفون أحياناً بطريقة سيئة جداً عندما يحين دور التربية. الأولاد كائنات لطيفة ومحبوبة، ولكن عندما نتوقع منهم الكثير، ننتهي بأذيتهم، وخصوصاً إذا ارتكبنا معهم إحدى هذه الأخطاء الخمس الشائعة…
رغبتنا في أن ينجح ولدنا في الحياة بأي ثمن، تجعلنا نمارس عليه ضغوطاً ونجعله يعاني. وهذا لن يفيد بشيء. في هذا المقال من آي فراشة، نقدم لكم 5 أخطاء أساسية يرتكبها الأهل المتطلبون جداً مع أولادهم، يجب أن تتجنبوها بشكل قطعي.
1. المطالبة الزائدة عن اللزوم لا تزيد الكفاءة
بصفتنا كأهل، نشعر بالفخر عندما يكون لدينا ابن أو ابنة يتفوق على رفاقه في كل ما يفعله أو يتعلمه. لكن هذا الشعور بالفخر يجب ألا يدفعنا إلى الضغط عليهم، أو إلى دفعهم كي يعطوا ما لا يستطيعون أن يعطوا أفضل منه.
بعكس ما نعتقد، زيادة الضغط والمطالبة وتشجيع ولدنا على أن يعطي أفضل ما عنده، لن يرفع مستواه في المدرسة. حاولوا أن تتذكروا ما الذي يجري عندما يمارس رئيسكم الضغط عليكم في العمل. هل هذا يحفزكم ؟
بالطبع لا ! أنتم تعرفون هذا. عموماً، المطالبة الزائدة هي غير منتجة بل بالعكس، لأنها يمكن أن تسبب التوتر والقلق، وهما كوابح لازدهار الكائن البشري. ممارسة الضغط على ولدكم، قد يصبح غير محتمل ويثبط عزيمته. يجب أن تتركوا له الوقت الذي يلزمه، تدعمونه عندما يحصل على نتائج جيدة، وتريحونه عندما تكون نتائجه سيئة. اجعلوه يفهم أنه يستطيع أن يفعل أفضل، بدون أن تمارسوا عليه الضغط.
هذا ليس الخطأ الوحيد الذي يرتكبه الأهل المتطلبون، إليكم الأخطاء الباقية :
2. المثالية ليست جيدة :
من المستحيل أن نربي ولداً في أجواء مثالية. كما نعرف كلنا، البشر كائنات غير مثالية ترتكب أخطاءً كل الوقت. لكن ليست هذه الأخطاء كلها سلبية، فهي يمكن أن تساعدنا في عملية تعليمنا في الحياة.
وهكذا، عليكم أن تتعلموا التسامح مع الأخطاء التي يرتكبها أولادكم. بدل أن تظهروا استياءكم، اجعلوهم يفهمون أنهم ارتكبوا خطأً، بدون أن تلوموهم عليه.
3. التوقعات غير الواقعية تسبب الإحباط :
لقد سمعتم بالتأكيد من يقول إن توقعاتكم يجب أن تكون واقعية إذا أردتم أن تدخل حيز التطبيق. اعلموا أن ولدكم سيحاول أن يبذل أقصى جهده لتكونوا فخورين به. لكن من المهم أن يكون ما تطلبونه ممكن التنفيذ. إذا لا، سيكون محبطاً وقد يقع حتى فريسة الكآبة.
4. مشاكل الأولاد في علاقاتهم الشخصية :
لكثرة ما تتوقعون أموراً من جانب ولدكم، ينتهي الأمر بالتأثير على طبيعة علاقاته الشخصية. سيبدأ بإعطاء اهتمام أقل لهذه العلاقات، لكي يركز فقط على الواجبات التي عليه أن ينفذها والأهداف التي عليه أن يبلغها من أجل أهله.
يمكن أن يصبح أيضاً متطلباً مع الآخرين. سيبدأ في توقع الكثير منهم، ويريد أن يتلقى نفس الشيء الذي يعطيه. وهذا ما يولد خيبات الأمل والتوقعات المبالغ فيها والأوهام.
5. الحنان المشروط من قبل الأهل :
الأولاد الذين لديهم أهل متطلبون يقيسون الحنان الذي يمكن أن يعطوه بحسب إنجازاتهم وليس بحسب حاجتهم لهذا الحنان. وهكذا يتعلمون أن الحب ليس شيئاً غير مشروط، بل بالعكس. إذا ارتكبوا خطأً، لا يعود أهلهم يحبونهم. إذا لم يكونوا على قدر توقعاتهم، لا يعودون يستحقون حنانهم.
يجب أن تأخذوا بالحسبان هذه الأخطاء العديدة، وتتوقف عن أن تخنقوا أولادكم. تستطيعون أن تربوهم تربية ناجحة بدون أن تضعوهم تحت الضغط أو تحت تعذيب أي متطلبات !
إذا أعجبتكم هذه المقالة التي قدمناها لكم ، لا تترددوا في مشاركتها مع غيركم من الآباء والأمهات.