بقلم الأستاذ عبد الكريم السباعي
بعد توصل التلاميذ بنتائج الدورة الاولى ،ومن خلال ملاحظة عينة من أوراق التنقيط لتلاميذ بالسلكين التأهيلي و الإعدادي، تبين أن الأغلبية الساحقة من الأساتذة لم يدونوا الملاحظات الخاصة بكل تلميذ في الخانة المخصصة لذلك و التي غالبا ما تكون بصفحة الأنشطة المندمجة .ونظرا لأهمية الملاحظات في نفسية التلميذ ووالديه كونها خارطة الطريق بالنسبة للدورة الثانية. وبسبب غياب نص قانوني يجبر كل استاذ على تدوين ملاحظاته عن كل تلميذ حسب مستواه الدراسي و سلوكه داخل الفصل من خلال المعدل المحصل عليه، بات الأستاذ حرا في التغاضي عن عبأ ذهني يتمثل في استحضار مشوار كل تلميذ على حدة طيلة الدورة الأولى و ترجمة مردوديته و سلوكه في جملة بسيطة تحمل رسالة قوية موجهة للتلميذ و ذويه من شأنها تغيير سلوكه إيجابا خصوصا ادا كان هدا التلميذ مشاغبا أو متهاونا، وكأن الملاحظة وسيلة لفضح السلوكات المشينة لبعض التلاميذ أمام أمهاتهم وابائهم.و هدا ما يلاحظه الأساتذة في بداية الدورة الثانية حيث يتحول بعض التلميذات و التلاميذ من متزعمي الشغب و إعاقة السير العادي للدروس الى تلاميذ مهذبون يشاركون في بناء الدرس ولا يحتجون على نقطة:20/02 في الأنشطة المندمجة بقدرما يكررون إعتذارهم للأستاذ على تهاونهم خلال الدورة الأولى و عقدهم العزم على الإجتهاد و الكد خلال الدورة الثانية لعلهم ينجحون في نهاية المطاف. هنا تبرز أهمية الملاحظة المتسمة بالدقة في اختيار النعوت والأفعال المناسبة لكل تلميذة أو تلميذ حسب تمثلات الأستاذ بعد عصر ذاكرته لاستحضار حركات كل تلميذ و تصرفاته منذ بداية الحصة الأولى من الدورة.
إلا أن التكنولوجيا الحديثة و المتمثلة في منظومة مسار، ورغم أنها سهلت كثيرا عملية إدخال النقط و جمع المعدلات و استخراج أوراق التنقيط و طبعها و ترتيب التلاميذ حسب المعدل و استخراج معدل القسم و و و... إلا أنها أفرغت ورقة النتائج من بصمة الأستاذ وتسجيل انطباعه بكل صدق وواقعية و حرمته من تلك الأجواء الحميمية المفعومة بالدفئ الإنساني التي كان يعيشها خلال انعقاد مجالس الأقسام حيث يتم تداول نتائج كل تلميذ على حدة .فتجد أستاذة اللغة العربية تمجده و أستاذ اللغة الفرنسية ينتقذه في حين أستاذ الرياضيات يؤهله للفوز بالأولمبياد أمام استغراب من اتفقا على أنه كسول بامتياز. فيتدخل المدير لتهدئة الأجواء واحتواء الوضع بأمر الحارس لإحضار الشاي. انذاك تتضح الرؤية و تصحح التمثلات وتوضع الملاحظات على شكل تشجيع في الرياضيات و تنبيه في الفرنسية و تنويه في التربية البدنية...هدا ما افتقدناه باستعمال برنام الإكسيل الذي سهل المأمورية حيث أصبح بإمكان الأستاذ و بطريقة الية و سريعة إدخال الملاحظات لجميع التلاميذ، لكنها جافة و متشابهة و قصيرة تتسم بالتعميم وتفتقر الى الدقة و لا تحمل رسالة للوالدين على غرار: ضعيف –متوسط-لابأس به .إلا أن الملاحظات الفردية جد مهمة و لها وقع في نفوس الا باء و الأولياء على غرار: تلميذ مشاغب و كثير الغياب – تلميذة نشيطة و مهذبة .واصلي – تلميذ يعرقل سير الدرس بهاتفه النقال – ضعيف البصر. يجب زيارة الطبيب عاجلا...الخ
أرسل لي أحد الزملاء تطبيق سهل لإدخال الملاحظات بدون مشقة كتابة ملاحظة لكل تلميذ تختلف عن الأخرى .ففضلت استغراق المزيد من الوقت و بذل المزيد من الجهد للبحث عن كلمات لها حمولة تربوية لاستهداف الأمهات و الاباء. فكانت النتيجة جد مرضية بعد تغير سلوكات بعض التلاميذ بشكل جد إيجابي يوحي أحيانا بالغرابة و الدهشة .
أخيرا تبقى الملاحظة جزءا مهما في شهادة التلميذ، و عاملا أساسيا لتحفيزه للإجتهاد ،و كذلك وسيلة لفضح سلوكاته المشينة أمام والديه لتصحيحها. يجب فقط إختيار الملاحظات الإبداعية اللافتة للإنتباه و البعيدة عن العقم و الجفاء.
بعد توصل التلاميذ بنتائج الدورة الاولى ،ومن خلال ملاحظة عينة من أوراق التنقيط لتلاميذ بالسلكين التأهيلي و الإعدادي، تبين أن الأغلبية الساحقة من الأساتذة لم يدونوا الملاحظات الخاصة بكل تلميذ في الخانة المخصصة لذلك و التي غالبا ما تكون بصفحة الأنشطة المندمجة .ونظرا لأهمية الملاحظات في نفسية التلميذ ووالديه كونها خارطة الطريق بالنسبة للدورة الثانية. وبسبب غياب نص قانوني يجبر كل استاذ على تدوين ملاحظاته عن كل تلميذ حسب مستواه الدراسي و سلوكه داخل الفصل من خلال المعدل المحصل عليه، بات الأستاذ حرا في التغاضي عن عبأ ذهني يتمثل في استحضار مشوار كل تلميذ على حدة طيلة الدورة الأولى و ترجمة مردوديته و سلوكه في جملة بسيطة تحمل رسالة قوية موجهة للتلميذ و ذويه من شأنها تغيير سلوكه إيجابا خصوصا ادا كان هدا التلميذ مشاغبا أو متهاونا، وكأن الملاحظة وسيلة لفضح السلوكات المشينة لبعض التلاميذ أمام أمهاتهم وابائهم.و هدا ما يلاحظه الأساتذة في بداية الدورة الثانية حيث يتحول بعض التلميذات و التلاميذ من متزعمي الشغب و إعاقة السير العادي للدروس الى تلاميذ مهذبون يشاركون في بناء الدرس ولا يحتجون على نقطة:20/02 في الأنشطة المندمجة بقدرما يكررون إعتذارهم للأستاذ على تهاونهم خلال الدورة الأولى و عقدهم العزم على الإجتهاد و الكد خلال الدورة الثانية لعلهم ينجحون في نهاية المطاف. هنا تبرز أهمية الملاحظة المتسمة بالدقة في اختيار النعوت والأفعال المناسبة لكل تلميذة أو تلميذ حسب تمثلات الأستاذ بعد عصر ذاكرته لاستحضار حركات كل تلميذ و تصرفاته منذ بداية الحصة الأولى من الدورة.
إلا أن التكنولوجيا الحديثة و المتمثلة في منظومة مسار، ورغم أنها سهلت كثيرا عملية إدخال النقط و جمع المعدلات و استخراج أوراق التنقيط و طبعها و ترتيب التلاميذ حسب المعدل و استخراج معدل القسم و و و... إلا أنها أفرغت ورقة النتائج من بصمة الأستاذ وتسجيل انطباعه بكل صدق وواقعية و حرمته من تلك الأجواء الحميمية المفعومة بالدفئ الإنساني التي كان يعيشها خلال انعقاد مجالس الأقسام حيث يتم تداول نتائج كل تلميذ على حدة .فتجد أستاذة اللغة العربية تمجده و أستاذ اللغة الفرنسية ينتقذه في حين أستاذ الرياضيات يؤهله للفوز بالأولمبياد أمام استغراب من اتفقا على أنه كسول بامتياز. فيتدخل المدير لتهدئة الأجواء واحتواء الوضع بأمر الحارس لإحضار الشاي. انذاك تتضح الرؤية و تصحح التمثلات وتوضع الملاحظات على شكل تشجيع في الرياضيات و تنبيه في الفرنسية و تنويه في التربية البدنية...هدا ما افتقدناه باستعمال برنام الإكسيل الذي سهل المأمورية حيث أصبح بإمكان الأستاذ و بطريقة الية و سريعة إدخال الملاحظات لجميع التلاميذ، لكنها جافة و متشابهة و قصيرة تتسم بالتعميم وتفتقر الى الدقة و لا تحمل رسالة للوالدين على غرار: ضعيف –متوسط-لابأس به .إلا أن الملاحظات الفردية جد مهمة و لها وقع في نفوس الا باء و الأولياء على غرار: تلميذ مشاغب و كثير الغياب – تلميذة نشيطة و مهذبة .واصلي – تلميذ يعرقل سير الدرس بهاتفه النقال – ضعيف البصر. يجب زيارة الطبيب عاجلا...الخ
أرسل لي أحد الزملاء تطبيق سهل لإدخال الملاحظات بدون مشقة كتابة ملاحظة لكل تلميذ تختلف عن الأخرى .ففضلت استغراق المزيد من الوقت و بذل المزيد من الجهد للبحث عن كلمات لها حمولة تربوية لاستهداف الأمهات و الاباء. فكانت النتيجة جد مرضية بعد تغير سلوكات بعض التلاميذ بشكل جد إيجابي يوحي أحيانا بالغرابة و الدهشة .
أخيرا تبقى الملاحظة جزءا مهما في شهادة التلميذ، و عاملا أساسيا لتحفيزه للإجتهاد ،و كذلك وسيلة لفضح سلوكاته المشينة أمام والديه لتصحيحها. يجب فقط إختيار الملاحظات الإبداعية اللافتة للإنتباه و البعيدة عن العقم و الجفاء.