مديرية بولمان: يوم دراسي حول: "المنهاج التربوي والبيداغوجي للغة الفرنسية

    في سياق تنزيل التدابير ذات الأولوية وخاصة المشروع المتعلق بدعم التحكم في اللغات، وترسيخا لعلاقات التعاون والتنسيق مع الجمعيات التربوية بشكل عام وفرع بولمان للجمعية المغربية لمدرسي اللغة الفرنسية، احتضن الفرع الإقليمي للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بميسور يوما دراسيا حول تيمة: "المنهاج التربوي والبيداغوجي للغة الفرنسية: من التصور إلى التطبيق"، وذلك يوم السبت 21 يناير 2017 ابتداء من الساعة التاسعة صباحا.
حضر فعاليات هذه التظاهرة التربوية كل من السادة ممثل مصلحة الشؤون التربوية، وممثل مصلحة تأطير المؤسسات التعليمية والتوجيه، والسيد مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بميسور، والكاتب العام للفرع الاقليمي للجمعية المغربية لمدرسي اللغة الفرنسية، الى جانب ثلة من الأطر الإدارية والتربوية المنتمين أساسا للمؤسسات التعليمية المعنية بتنزيل مشروع تطوير تعليم وتعلم اللغة الفرنسية، وكذا الأساتذة المترشحين لمهام المصاحبة التربوية، وعدد لايستهان به من منخرطي الجمعية المنتمين لجميع الأسلاك التعليمية.
أشرف السيد ممثل مصلحة تأطير المؤسسات التعليمية والتوجيه على تيسير الجلسة الافتتاحية حيث رحب بالمشاركين، وأكد الأهمية القصوى التي تكتسيها هذه المحطة التربوية الساعية الى الاستفادة من الخبرات التربوية والمهنية التي تعج بها المؤسسات التعليمية من أجل التداول في موضوع التواصل الجماعي واستثمار الذكاء الجماعي من أجل تقاسم التجارب الناجحة والأفكار النيرة التي تعود في المنتهى بالنفع العميم على الناشئة، ليتناول الكلمة بعده ممثل مصلحة الشؤون التربوية الذي أبلغ الحاضرين شكر وتقدير السيد المدير الإقليمي للجهود المبذولة من طرف جميع الفاعلين التربويين في سبيل الرفع من جودة الفعل التربوي، كما ثمن في مداخلته علاقات التعاون والشراكة التي تجمع المديرية الاقليمية والصرح الجمعوي المنشغل بتطوير تدريس مادة اللغة الفرنسية، تماشيا مع مقتضيات الرؤية الاستراتيجية للاصلاح التربوي 2015/2030 والتدابير ذات الأولوية التي تراهن عليها الوزارة الوصية على هذا القطاع الاستراتيجي، من أجل تجويد المنتوج البيداغوجي والارتقاء بكفايات الأطر التربوية  لتنعكس بطريقة ايجابية وفعالة على الانتاجية الفصلية، داعيا الجميع الى المساهمة الوازنة في انجاح هذا الحدث الهام والاستفادة من الكفاءات والخبرات المتواجدة بفضاءاتنا التربوية، ومعبرا في ذات الوقت عن انفتاح المديرية على مختلف الخبرات الذاتية للمنظومة التربوية وعلى مختلف الفعاليات الجمعوية الراغبة في استثمار جهودها في الحقل التربوي. واختتمت الجلسة الافتتاحية بكلمة السيد مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بميسور وكاتب فرع الجمعية المغربية لمدرسي اللغة الفرنسية التي تناول من خلالها الاطار العام الذي يندرج في سياقه تنظيم هذه التظاهرة التربوية، مبينا أهمية هذا اللقاء في تعزيز مهارات الأطر التربوية، وحثهم على التعاون المثمر والتعاون المشترك لتحسين قدراتهم واثراء مداركهم.
انطلقت بعد ذلك أشغال الجلسة العلمية بمداخلة أولى للأستاذ محمد بوكرن، مفتش تربوي للتعليم الابتدائي، تحت عنوان: "التعاون من أجل التخطيط" أبرز خلالها ضرورة العمل المشترك والتواصل الجماعي حول مشروع تربوي يتغيا رفع منسوب النجاح من جهة ومساعدة المتعلمين الذين يعانون الأمرين لتجاوز تعثراتهم وبالتالي الاستجابة الفورية للحاجيات المعبر عنها. كما أسهب الحديث عن القيم الايجابية التي يتعين ان يرتكز عليها التعاون البناء، من أبرز هذه القيم، نشير لا الحصر الى الثقة المتبادلة والتثمين وحب الانتماء الى الجماعة والمؤسسة على حد سواء. واختتم مداخلته بالتأكيد على أهمية الوعي بالمثبطات المتعددة، والتحديات المتباينة التي تعترض سبيل الفاعل التربوي الراغب في اعتماد أسلوب التعاون البناء من أجل تيسير سبل انجاح كافة المبادرات التي تتوكأ على قيمة التعاون.
مداخلة الأستاذة مريم لبربيش، أستاذة اللغة الفرنسية وباحثة في المجال، حملت عنوانا دالا: "الابداع والإنتاج"، وركزت خلالها على تعريف مفهوم الابداع وغياب الاهتمام بهذا المفهوم في الممارسة التربوية واختزاله في بعض الأنشطة الموازية كالرسم والمسرح والكتابة الشعرية أو القصصية، لأن الغالبية تركز على الحفظ والاستظهار وحشو الأدمغة. وتأسيسا عليه، تدعو الأستاذة الباحثة الى ضرورة اعتماد المقاربات التربوية الجديدة التي تولي أهمية بالغة للذكاءات المتعددة وتحرص على صقل المهارات وابراز الطاقات عبر خلق الظروف الموائمة، وحث المتعلمين على العمل الجماعي واستحضار الصعوبات الجمة التي تحيل دون تحقيق النتائج المتوخاة والحرص الشديد على تجاوزها.
تدخل بعد ذلك الأستاذ ابن احمد حوكا، أستاذ التعليم الابتدائي وباحث في مجال علم الاجتماع السياسي، في موضوع "الممارسة التربوية بين الفردانية والجمعية"، سلط خلالها الضوء على مفهوم الفردانية والجمعية مؤكدا في هذا المضمار أن المفهومين حاضرين بكثافة وبقوة بأعطاف مؤسساتنا التعليمية، موردا أن الأدوار الريادية للفاعل التربوي لا تتمثل أساسا  في تقديم المعارف والتعلمات، بل يهتم بترسيخ القيم الوطنية والانسانية والحضارية حتى يستطيع المتعلم الاندماج بسلاسة في مجتمع المعرفة والعولمة. أضاف الباحث ان نظامنا التربوي يعاني من مرض عضال عنوانه الأبرز هو الانفصام، الشيء الذي ساهم في توجيه ضربة قاصمة الى نجاعة المنظومة. ودعا في الختام الى استلهام التجربة الفنلندية الناجحة على المستوى الدولي التي تبوأت هذه المكانة المعتبرة نظرا لاهتمامها الحقيقي بالمتعلم على كافة المستويات.
نظرا لأهمية المداخلات وقوتها، فان الحضور تفاعل بكيفية ايجابية معها، سواء من خلال النقاش المفتوح أو عبر عمل الورشات التي طرحت العديد من التساؤلات المشروعة وبلورت العديد من التوصيات الهامة، لعل أبرزها ضرورة الاكثار من هذه المبادرات الساعية لاثراء الكفايات وخلق فضاء للتقاسم والتعاون البناء.
google-playkhamsatmostaqltradent