بقلم الأستاذ لحسن بنيعيش.
إذا كانت اللغة أداة للتواصل، فإن العربية تمتاز بكونها فوق وظيفتها التواصلية وعاء للإرث الثقافي و الأدبي و الفني و الفكري الذي ساهم في تطور الحضارة العربية الإسلامية خصوصا، و الحضارة الإنسانية عموما.
و الجمال عنوان للعربية لافت: مبنى و معنى و خطا ً. انطلاقا من الرؤية الجمالية هذه يمكن تفسير ذلك السعي إلى مشارف الكمال، و تحقيق الدرجة العالية من الإتقان و التقدير المحكم للإستعمال اللغوي بالدقة المتناهية. ما يكشف – بما لا يدع مجالا للشك – عن الملكة الناضجة و الذوق السليم عبر الصقل و التنقيح و النقد و التذوق. ما جعل من اللغة لغة شديدة الأسر بالغة التأثير لجمعها بين قوة المعاني و جودة السبك.
و من أروع الأمثلة على هذا الأمر ربيعة بن حذار الأسدي منوها بعبدة بن الطبيب تنويها لا يخفى، وسط ثلة من كبار شعراء تميم: المخبل السعدي – عمرو بن الأهتم – الزبرقان بن بدر، و هم في جلسة شراب. قائلا: "أما أنت يا عبدة فشعرك كمزداة أحكم خرزها، فليس يقطر منها شئ".
و لعل ما جرى بين الملك نعمان بن المنذر و النابغة فيه ذلك السعي نحو الجمال و الكمال حيث مدحه قائلا:
"تـراك الأرض إمـا مـت خـفـا * * * و تـحـيـا إن حـيـيـت بـهـا ثـقـيـلا"
رد النعمان: "هذا بيت إن لم تتبعه بما يوضح معناه، كان إلى الهجاء أقرب منه إلى المدح."
فقال النابغة:
"و ذاك بأن حلـلت الـعز مـنها * * * فـتـمـنـع جــانـبــيـها أن يــزولا"
و لأمر ما يقول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام: "إن من البيان لسحرا".
و جمال العربية خط تميز عن سواه. فالحروف و النقاط مقوم من المقومات الفنية و معلم بارز من معالم الإبداع الفني الأصيل لما يتوفر لهذا الخط – في بنيته – من إمكانات و مؤهلات جمالية فائقة، تسير به على يد خطاطين و كتاب نحو مشارف الكمال و أعلى درجات الجودة و الإتقان.
إن التنوع الذي يتمتع به هذا الخط تمتع البصر في الألوان، و السمع في الأنغام، فمنه: الكوفي و الثلثي و الديواني و النسخ و الرقعة و المغربي و الفارسي... هذا فضلا عن الإستخدام الواسع في يومنا هذا: الخط على المعادن و الخشب و الأحجار و اللافتات و الدعوات و الشهادات و الجوائز و الكتب و الرسائل و على أبواب الفنادق و المتاجر و المعاهد و المؤسسات...
إنه بالفعل يشكل مدرسة فنية ثابتة ذات مقاييس جمالية واضحة، يقول عبد الحميد الكاتب عن الخط العربي: "إنه البيان في اللسان و البنان".
و دام الجمال للعربية عنوانا، و كل عام و لغة الجمال و البهاء بألف خير.
إذا كانت اللغة أداة للتواصل، فإن العربية تمتاز بكونها فوق وظيفتها التواصلية وعاء للإرث الثقافي و الأدبي و الفني و الفكري الذي ساهم في تطور الحضارة العربية الإسلامية خصوصا، و الحضارة الإنسانية عموما.
و الجمال عنوان للعربية لافت: مبنى و معنى و خطا ً. انطلاقا من الرؤية الجمالية هذه يمكن تفسير ذلك السعي إلى مشارف الكمال، و تحقيق الدرجة العالية من الإتقان و التقدير المحكم للإستعمال اللغوي بالدقة المتناهية. ما يكشف – بما لا يدع مجالا للشك – عن الملكة الناضجة و الذوق السليم عبر الصقل و التنقيح و النقد و التذوق. ما جعل من اللغة لغة شديدة الأسر بالغة التأثير لجمعها بين قوة المعاني و جودة السبك.
و من أروع الأمثلة على هذا الأمر ربيعة بن حذار الأسدي منوها بعبدة بن الطبيب تنويها لا يخفى، وسط ثلة من كبار شعراء تميم: المخبل السعدي – عمرو بن الأهتم – الزبرقان بن بدر، و هم في جلسة شراب. قائلا: "أما أنت يا عبدة فشعرك كمزداة أحكم خرزها، فليس يقطر منها شئ".
و لعل ما جرى بين الملك نعمان بن المنذر و النابغة فيه ذلك السعي نحو الجمال و الكمال حيث مدحه قائلا:
"تـراك الأرض إمـا مـت خـفـا * * * و تـحـيـا إن حـيـيـت بـهـا ثـقـيـلا"
رد النعمان: "هذا بيت إن لم تتبعه بما يوضح معناه، كان إلى الهجاء أقرب منه إلى المدح."
فقال النابغة:
"و ذاك بأن حلـلت الـعز مـنها * * * فـتـمـنـع جــانـبــيـها أن يــزولا"
و لأمر ما يقول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام: "إن من البيان لسحرا".
و جمال العربية خط تميز عن سواه. فالحروف و النقاط مقوم من المقومات الفنية و معلم بارز من معالم الإبداع الفني الأصيل لما يتوفر لهذا الخط – في بنيته – من إمكانات و مؤهلات جمالية فائقة، تسير به على يد خطاطين و كتاب نحو مشارف الكمال و أعلى درجات الجودة و الإتقان.
إن التنوع الذي يتمتع به هذا الخط تمتع البصر في الألوان، و السمع في الأنغام، فمنه: الكوفي و الثلثي و الديواني و النسخ و الرقعة و المغربي و الفارسي... هذا فضلا عن الإستخدام الواسع في يومنا هذا: الخط على المعادن و الخشب و الأحجار و اللافتات و الدعوات و الشهادات و الجوائز و الكتب و الرسائل و على أبواب الفنادق و المتاجر و المعاهد و المؤسسات...
إنه بالفعل يشكل مدرسة فنية ثابتة ذات مقاييس جمالية واضحة، يقول عبد الحميد الكاتب عن الخط العربي: "إنه البيان في اللسان و البنان".
و دام الجمال للعربية عنوانا، و كل عام و لغة الجمال و البهاء بألف خير.