كل من لديه علاقة بالمنظومة التربوية بالمغرب, سواء كان بعيدا عن الميدان او قريب منه, يجزم انها تعاني من اضطرابات إن لم نقل من إخفاقات متتالية. لكن الكثير من المتدخليين يرون أن السبب الرئيسي في هذا التدني في مستوى التعليم بالمغرب راجع إلى المقررات الدراسية و إلى الساهرين على تلقينيها أي الاساتذة. البعض منهم يقول أن إفتقار المقررات الدراسية و بعدها عن الحياة العامة للتلميذ هي سبب فشل المنظومة التربوية بالمغرب, و البعض الأخر يقول أن السبب الرئيسي هو الأستاذ حيث يعتبر مستواه و تكوينه ضعيفين و يحتاج إلى تكوين مستمر يمكنه من تحيين معلوماته و تطوير كفاءاته. لكن من لهم علاقة مباشرة بالمنظومة التربوية عن قرب و الفاعليين الحقيقيين داخلها هم الادرى بسبب فشل هاته المنظومة منذ سنوات و بالأخص العشرين سنة الماضية, هؤلاء الفاعليين الحقيقيين هم الأساتذة فقط, فالإدارة و النيابة و الوزارة و المفتشين و المؤطرين و المجلس الأعلى للتعليم بعيدين كل البعد عن معرفة مصدر الإخفاق الذي يعانيه التعليم بالمغرب. فلا يمكن لمسؤول داخل مكتبه المكيف و الجميل أن يحس بالمعاناة الحقيقية للمنظومة. لذلك فأي إصلاح أو إنتاج أو نقاش حول المنظومة لا يتدخل فيه الأستاذ بإعتباره النواة الفاعلة فيه فهو مجرد حبر على ورق و مشاريع بدون أهداف, لذلك يستوجب على الفاعلين في ميدان التعليم بالمغرب الأخذ مكانة الأستاذ بعين الإعتبار في جميع تدخلاتهم من أجل إصلاح هذه المنظومة. و هذه هي الخطوة الاولى للإصلاح