بقلم الأستاذ : عادل الركراكي
تعتبر مرحلة الطفولة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان خلال تكوينه النفسي و الوجداني, حيث أنه خلالها يتم تبني السلوكات و العادات التي يكتسبها الطفل من محيطه سواء داخل البيت أو في الشارع و كذلك في المدرسة عند احتكاكه بأقرانه و في نهاية المطاف تدخل في تكوين شخصيته و تبقى معه حتى سن البلوغ و المراهقة .
فالتطور العلمي و التكنولوجي الذي عرفه العالم غزى البيوت و اتخذ منها قواعد عسكرية لمهاجمة الأفراد و كان الطفل الصيد السهل و هو ما نلاحظه في إدمان الأطفال على الحاسوب, و اللوحات الإلكترونية, و ألعاب الفيديو حتى أصبحت هذه الوسائل تربي أبناءنا عوضا عنا, فكان من الطبيعي أن يظهر بين الأطفال جيل جديد متطور في ظاهره, مسلوب كل القيم و المبادئ الأصيلة, ناهيك عن عدم التكيف و الاستقرار النفسي و الاجتماعي , و ظهور مجموعة من المراض النفسية و العصبية المستعصية التي يصعب علاجها مع مرور الزمن. و هذا ما نلاحظه عند مجموعة من الأسر التي تجد أنها تعاني من صعوبة فهم أبنائها و في التواصل معهم, حيث أن الطفل يفضل أن يكلم الحاسوب على أن يتحدث مع أمه أو أبيه. و على العكس تجد أن الأسر المحافظة التي توفر جوا آمنا من الحب و الحنان و الرعاية و ترسخ في أبنائها القيم و المبادئ الأصيلة و تعودهم على العادات و التقاليد و تغرس فيهم مبادئ التعاون و مشاركة مشاكلهم, مهما صغرت أو كبرت, مع آبائهم تكون قد نجحت في و ضع اللبنات الأساسية لتكوين شخصية أطفالهم تكوينا سليما قادرا على تحدي العقبات النفسية و الاجتماعية التي يمكن أن تعترضهم خلال مسيرتهم و لا ننسى المدرسة التي بدورها تكمل مسيرة الأسرة و تنمي في الطفل الجوانب التربوية و الأخلاقية و الثقافية و القيم و المثل العليا مما يساعد الطفل على اكتمال نضج شخصيته و تكسبه المناعة اللازمة التي تمكنه من التأقلم مع التطور الذي تعرفه الحياة اليومية.
لقد صنف الباحثون أسباب المشاكل النفسية للطفل إلى أسباب مصدرها الأب و الأم معا, وأسباب مصدرها الأب, وأسباب مصدرها الأم.
(أ) الأسباب التي مصدرها الأبوان:
تتلخص هذه الأسباب في المعاملة القاسية, من عقاب جسدي و الإهانة و التأنيب و التوبيخ....مما ينعكس
سلبا على تكوين شخصيته و يزعزع ثقته بنفسه فيصبح خائفا, مترددا في أي شيء يفكر القيام به مما يدخله في صراع نفسي و كذلك, الاهتمام الزائد بالطفل الجديد يسبب له أزمات نفسية.
(ب) الأسباب التي مصدرها الأب:
وتكمن بالأساس في الأب السلطوي الذي يغيب دور الأم و يمحو شخصيتها, حيث يرى الطفل الأب وهو يهين أمه و يشتمها و يضربها كما أن هناك من يكون مدمنا على الخمر و يعود آخر الليل مخمورا يزعج أفراد أسرته و يهينهم و يسبهم و يكسركل ما يعترض طريقه مما يزعزع نظرة الطفل لأبيه و الذي من المفترض أن يتخذه قدوته و مثله الأعلى, بالإضافة إلى انشغال بعض الأباء بعملهم و عدم تخصيص
وقت ولو قصير للتحدث مع أطفالهم و الاهتمام بهم و بهذا يكون الأب قد تخلى عن القيام بواجبه في تربية طفله و منحه الحب و الحنان و الرعاية التي يحتاج إليها.
(ج) الأسباب التي مصدرها الأم:
بعض هذه الأسباب يكون قبل ولادة الطفل من قبيل التدخين و تناول بعض العقاقير مما يؤثر على قدرات الجنين العقلية, كما أن الأم التي لديها بعض المشاكل دخل الأسرة أو في العمل تؤثر على جنينها.
أما البعض الأخر فيتمثل ممارسات الأم داخل البيت كالأم المتسلطة, الآمرة الناهية التي تلغي شخصية الأب في البيت مما يكون سببا رئيسيا في إلغاء رمز الأب عند الطفل, وكذلك إهمال تربية الطفل و
رعايته و تركه لعاملة البيت أو المربية للقيام بهذا الواجب بدلا عنها, كما أن استعمال الأم بعض الأشياء الوهمية لتخويف طفلها كالعفاريت و الحيوانات المخيفة تترك أثرا سلبيا على نفسيته.
كل هذه الأسباب تؤدي بالطفل إلى الإصابة بالاضطرابات العاطفية كالخجل و الميل للبكاء و الحزن و بعض اضطرابات النوم كالأرق و مشاهدة الكوابيس في الحلم والتبول اللاإرادي و الفشل الدراسي و
كذلك ضعف الاندماج الأسري و يمكن أن يصاب بأمراض الشخصية, كالشخصية التجنبية و الشخصية المعارضة و التي من مظاهرها العصيان و التمرد و العناد و العنف و عدم الثقة بالنفس و بالآخرين مما يجعل منه شخصا انطوائيا, و انعزاليا بالإضافة إلى بعض التمظهرات الشاذة مثل انتهاك حقوق الآخرين و التخريب و السرقة و الكذب و الهروب من البيت أو المدرسة أو هما معا, و هناك اضطرابات تظهر عليه عند الحديث كالتأتأة و التعرق و قضم الأظافر و كثرة إغماض العين و فتحها .
تعتبر مرحلة الطفولة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان خلال تكوينه النفسي و الوجداني, حيث أنه خلالها يتم تبني السلوكات و العادات التي يكتسبها الطفل من محيطه سواء داخل البيت أو في الشارع و كذلك في المدرسة عند احتكاكه بأقرانه و في نهاية المطاف تدخل في تكوين شخصيته و تبقى معه حتى سن البلوغ و المراهقة .
فالتطور العلمي و التكنولوجي الذي عرفه العالم غزى البيوت و اتخذ منها قواعد عسكرية لمهاجمة الأفراد و كان الطفل الصيد السهل و هو ما نلاحظه في إدمان الأطفال على الحاسوب, و اللوحات الإلكترونية, و ألعاب الفيديو حتى أصبحت هذه الوسائل تربي أبناءنا عوضا عنا, فكان من الطبيعي أن يظهر بين الأطفال جيل جديد متطور في ظاهره, مسلوب كل القيم و المبادئ الأصيلة, ناهيك عن عدم التكيف و الاستقرار النفسي و الاجتماعي , و ظهور مجموعة من المراض النفسية و العصبية المستعصية التي يصعب علاجها مع مرور الزمن. و هذا ما نلاحظه عند مجموعة من الأسر التي تجد أنها تعاني من صعوبة فهم أبنائها و في التواصل معهم, حيث أن الطفل يفضل أن يكلم الحاسوب على أن يتحدث مع أمه أو أبيه. و على العكس تجد أن الأسر المحافظة التي توفر جوا آمنا من الحب و الحنان و الرعاية و ترسخ في أبنائها القيم و المبادئ الأصيلة و تعودهم على العادات و التقاليد و تغرس فيهم مبادئ التعاون و مشاركة مشاكلهم, مهما صغرت أو كبرت, مع آبائهم تكون قد نجحت في و ضع اللبنات الأساسية لتكوين شخصية أطفالهم تكوينا سليما قادرا على تحدي العقبات النفسية و الاجتماعية التي يمكن أن تعترضهم خلال مسيرتهم و لا ننسى المدرسة التي بدورها تكمل مسيرة الأسرة و تنمي في الطفل الجوانب التربوية و الأخلاقية و الثقافية و القيم و المثل العليا مما يساعد الطفل على اكتمال نضج شخصيته و تكسبه المناعة اللازمة التي تمكنه من التأقلم مع التطور الذي تعرفه الحياة اليومية.
لقد صنف الباحثون أسباب المشاكل النفسية للطفل إلى أسباب مصدرها الأب و الأم معا, وأسباب مصدرها الأب, وأسباب مصدرها الأم.
(أ) الأسباب التي مصدرها الأبوان:
تتلخص هذه الأسباب في المعاملة القاسية, من عقاب جسدي و الإهانة و التأنيب و التوبيخ....مما ينعكس
سلبا على تكوين شخصيته و يزعزع ثقته بنفسه فيصبح خائفا, مترددا في أي شيء يفكر القيام به مما يدخله في صراع نفسي و كذلك, الاهتمام الزائد بالطفل الجديد يسبب له أزمات نفسية.
(ب) الأسباب التي مصدرها الأب:
وتكمن بالأساس في الأب السلطوي الذي يغيب دور الأم و يمحو شخصيتها, حيث يرى الطفل الأب وهو يهين أمه و يشتمها و يضربها كما أن هناك من يكون مدمنا على الخمر و يعود آخر الليل مخمورا يزعج أفراد أسرته و يهينهم و يسبهم و يكسركل ما يعترض طريقه مما يزعزع نظرة الطفل لأبيه و الذي من المفترض أن يتخذه قدوته و مثله الأعلى, بالإضافة إلى انشغال بعض الأباء بعملهم و عدم تخصيص
وقت ولو قصير للتحدث مع أطفالهم و الاهتمام بهم و بهذا يكون الأب قد تخلى عن القيام بواجبه في تربية طفله و منحه الحب و الحنان و الرعاية التي يحتاج إليها.
(ج) الأسباب التي مصدرها الأم:
بعض هذه الأسباب يكون قبل ولادة الطفل من قبيل التدخين و تناول بعض العقاقير مما يؤثر على قدرات الجنين العقلية, كما أن الأم التي لديها بعض المشاكل دخل الأسرة أو في العمل تؤثر على جنينها.
أما البعض الأخر فيتمثل ممارسات الأم داخل البيت كالأم المتسلطة, الآمرة الناهية التي تلغي شخصية الأب في البيت مما يكون سببا رئيسيا في إلغاء رمز الأب عند الطفل, وكذلك إهمال تربية الطفل و
رعايته و تركه لعاملة البيت أو المربية للقيام بهذا الواجب بدلا عنها, كما أن استعمال الأم بعض الأشياء الوهمية لتخويف طفلها كالعفاريت و الحيوانات المخيفة تترك أثرا سلبيا على نفسيته.
كل هذه الأسباب تؤدي بالطفل إلى الإصابة بالاضطرابات العاطفية كالخجل و الميل للبكاء و الحزن و بعض اضطرابات النوم كالأرق و مشاهدة الكوابيس في الحلم والتبول اللاإرادي و الفشل الدراسي و
كذلك ضعف الاندماج الأسري و يمكن أن يصاب بأمراض الشخصية, كالشخصية التجنبية و الشخصية المعارضة و التي من مظاهرها العصيان و التمرد و العناد و العنف و عدم الثقة بالنفس و بالآخرين مما يجعل منه شخصا انطوائيا, و انعزاليا بالإضافة إلى بعض التمظهرات الشاذة مثل انتهاك حقوق الآخرين و التخريب و السرقة و الكذب و الهروب من البيت أو المدرسة أو هما معا, و هناك اضطرابات تظهر عليه عند الحديث كالتأتأة و التعرق و قضم الأظافر و كثرة إغماض العين و فتحها .