مراسلة:ذ.محسن الاكرمين
ويستمر الرفض على وقع الاحتجاجات المستمرة بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، فمنذ 22 أكتوبر 2015 تاريخ المقاطعة الشاملة للدروس النظرية والتطبيقية ، صرخة مُؤطرة حانقة تزداد إصرارا "جميعا من أجل إسقاط المرسومين" في مسيرات جهوية، بعدد جهات المملكة، سبق وأن دعت لتنظيمها التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين يومه الخميس 11 فبراير 2016. بعد إفشال الحوار من طرف الحكومة، وصد باب التسوية العادلة للمطالب. مطلب واحد لا مناص من تحقيقه. الآن ، لا يتجاوز سقف المطالب إسقاط المرسومين 588-15-2 القاضي بفصل التكوين عن التوظيف و589-15-2 القاضي بتقليص المنحة إلى النصف . لكن حقينة المطالب الاجتماعية بدأت تتسرب شعلتها الى عموم المواطنين من خلال التضامن المطلق مع أساتذة الغد ، فجبهة الصراع الاجتماعي /الحضاري تشتعل في قطاعات حيوية أخرى، وما الإضراب الوطني العام (24 فبراير 2016) إلا ناقوس خطر دق بالسلمية الدستورية .
بمركز جهة مكناس تافيلات ، ومن المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمكناس،انطلقت المسيرة الجهوية، مسيرة الكرامة، مسيرة "لن نركع أبدا، لن نركع ...لن ترهبنا تصريحات الحكومة التهديدية ...". من المحكمة الإدارية كان الانطلاق، مرورا بشارع الجيش الملكي، ثم وسط المدينة (حمرية) شارع محمد الخامس، بامتداده نحو شارع الحسن الثاني، وصولا إلى مشارف المدينة القديمة عبر شارع ورامزين، ثم دار السمن وحلقة الوصول المستديرة بساحة الهديم العتيقة.
أولى ثمار مكاسب الفوز ولو بشكله المعنوي التأطيري، والتي شدت إليها عموم المواطنين بمكناس بالانتباه والإثارة الموضعية، هو منسوب الوعي والتأطير المحكم لكل تمفصلات حركية المسيرة، من المنطلق إلى حدود محطة الختم قبالة باب منصور. هو شعار وحدة المصير لعموم الأساتذة المتدربين، هو الصمود بالقامة المنتصبة والمشي نحو شمس الأفق الأرحب "الحقوق تنتزع ولا تعطى " .
إليك وطني أناديك، إليك صوتي يا مهدي بن بركة ، يا عباس المسعدي... ، يا من لهم الفضل السامي في حرية صياحنا اليوم بالحق والعدل والكرامة والتشغيل . هكذا كانت كلمات إحدى الأستاذات المتدربات بمكناس تخاطبنا . صوتها لإحقاق حق التشغيل لم يسكت لسانها أحد بلا ، ثم لا، للمرسومين المشؤومين .
السلم الاجتماعي الذي طالما تغنت الحكومة به، بدأ اليوم يتسرب من بين أيدي حماة الدولة العميقة. مراهنة الحكومة على تفكيك لحمة اتحاد الأساتذة المتدربين عبر عامل تسويف الزمن، والتهديد والإشاعات المفبركة، لم تجعلهم يهرولون إلى طاولة الفصل والتدريب . إنها الوضعية الواحدة ، والوحيدة هي من تفك أزمة الأساتدة المتدربين ، إنه الوفاء النضالي ، المتمثل في :
- اعتبار امتحان التخرج بمثابة مباراة لتعيين جميع الأساتذة/ات، بداية شهر شتنبر 2016 بدل مباراة التوظيف.
- إرجاع المنحة طبيعتها الأصلية أي (الاجرة2454درهما).
- إرجاع المرسومين إلى طاولة الحوار االعمومي والقطاعي بإشراك جميع الفاعلين التربويين، والنقابيين والسياسيين، قصد مراجعتهما.
اليوم نقول، ماذا تنتظر الحكومة ؟ ، اليوم وليس غدا، الكل يقر بأن انتصار الأساتذة المتدربين ما هو إلا انتصار للطبقة العاملة برمتها على القرارات الأحادية للحكومة .
اليوم الحق لن يضيع مادام من ورائه أساتذة متدربون على رفع راية التحدي والصمود، وتعليم المواطنين عبرة أن الحق ينتزع سلميا .
اليوم نعترف للأمن الوطني بمكناس على احترافيته التامة في تدبير مسيرة امتدت لأكثر من خمسة كيلومترات . اعتراف يلزمنا جميعا بتحية تقدير على ضمان سلمية المسيرة الجهوية بمكناس للأساتذة المتدربين.
متابعة محسن الاكرمين :mohsineelak@gmail.com