تقرير ميداني من وجدة: الإدارة تُهدِّدُ... والأساتذة المتدربون يتحدّون

الإدارة تُهدِّدُ... والأساتذة المتدربون يتحدّون
مراسلة من وجدة :حرر بتاريخ : 07/12/2015
اليوم –الاثنين- آخر يوم في المهلة التي حددتها الإدارة للالتحاق بمقاعد الدراسة بعد المقاطعة الشاملة التي خاضها الأساتذة المتدربون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بوجدة فرع بودير، على غرار باقي المراكز الجهوية بجميع ربوع المملكة احتجاجا على المرسومين الأخيرين الصادرين بتاريخ 23 يوليوز 2015 تحت رقم 2-15-588 القاضي بفصل التكوين عن التوظيف و المرسوم الوزاري رقم 2-15-589 القاضي بتخفيض مبلغ المنحة من 2450 درهم إلى 1200 درهم. ففي إطار سياسة الترهيب والقمع التي نهجتها الحكومة والوزارة الوصية ، توصَّل أهالي الأساتذة المتدربين بإشعارات غياب تحمل تهديدا باتخاذ القرارات الزجرية المناسبة في حالة عدم الانصياع والتشبث بقرار المقاطعة الشاملة الذي اعتبرته الإدارة غيابا ، وهو الأمر الذي رفضه الأساتذة المتدربون جملة وتفصيلا ، واعتبروه  ضربا من العشوائية ، وخطوة تنضاف إلى رصيد الحكومة من الخطوات الارتجالية غير المدروسة ، مما سيزيد من تأجيج الاحتجاجات ومواصلة المسيرة النضالية حتى تحقيق المطالب المشروعة ، وهو ما أكَّده الأستاذ  المتدرب "محمد بلقاضي" بقوله : » نحن من داخل مركز بودير ، واصلنا المقاطعة المفتوحة الشاملة للتكوين بشقيه النظري والتطبيقي، واليوم جميع الأساتذة مقاطعون ويخوضون شكلا نضاليا راقيا يتمثل في اعتصام جزئي من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية الساعة الخامسة مساء ،استمرارا في المعركة النضالية المفتوحة التي تخوضها التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين مطالبين بإلغاء المرسومين، حيث أصدرت التنسيقية بلاغا مفادُه أن المعركة الوطنية ستكون متمركزة بالرباط يوم  17دجنبر، والتي ستكون عبارة عن مسيرة احتجاجية ستشارك فيها جمعيات آباء وأولياء التلاميذ ومجموعة من الإطارات النقابية والحزبية والجمعوية  والحقوقية ، وسيشارك فيها أيضا الأساتذة  الممارسون الذين أعربوا عن تضامنهم معنا ، وأكدوا لنا حضورهم، ونحن من هذا المنبر نعلن استمرارنا في معركتنا النضالية حتى إلغاء المرسومين«.

ويُضيفُ الأستاذ المتدرب  "سفيان الشيخي" قائلا : » نحن نستغرب التعامل الفج للوزارة والجهات المعنية مع الأساتذة المتدربين وكأنهم قاصرون ، ولازلنا  صامدين من أجل المطالبة بمطالبنا العادلة والمشروعة بحيث لا يمكن أن نقبل بهذين المرسومين اللذين لا يستندا إلى بعد تربوي، وإنما كان الغرض منهما حسب تصريح وزير التربية الوطنية ملاءمة المناصب المالية ، فلا يمكن التلاعب بالأساتذة المتدربين وكأنهم عبيد في سوق النخاسة ، وشعار الجودة الذي يتغنون به لا يمكن أن يتحقق بهذه الامتحانات ، لأن الأساتذة ولجوا إلى المراكز على غرار من سبقهم بعد خضوع ملفاتهم لانتقاء أولي ثم  اجتياز امتحان كتابي صعب ، وكذلك امتحان شفوي، وهم مقبلون على امتحانات الأسدسين الأول والثاني ، يليه امتحان التخرج بشقيه الكتابي والتطبيقي بحضور مفتش تربوي ، فهذه الرزنامة من الامتحانات كفيلة بإخراج أستاذ كفئ ومؤهل ، وهذا التكوين مجرد استعداد لممارسة الحياة المهنية في التعليم ، لأنهم تلقوا تكوينا كافيا طيلة مسيرتهم الدراسية إضافة إلى تلقِّي بعضهم تكوينا بالمدارس العليا للأساتذة« .

ويَصُبُّ تصريح الأستاذ المتدرب "إ. م "  في نفس المنحى، حيث يقول : » في إصرار وتحدي واضح ، أبى الأساتذة المتدربون إلا أن يحضروا ويقاطعوا هذا التكوين بشقيه النظري والتطبيقي لأنهم مؤمنون بمطلبهم المشروع والعادل بإلغاء المرسومين اللذين يهددان المنظومة التعليمية ككُل ، ويمهِّدان لبيع التعليم لأباطرة التعليم الخصوصي ، ولا شيء تغيَّر اليوم ، فالمسيرة النضالية مستمرة ، والاحتجاجات في تصاعد مستمر في اتجاه المسيرة الوطنية يوم 17 دجنبر التي ستكون حاشدة ومصيرية ،والتي ستشهد  حضور كل من لديه غيرة على قطاع التعليم، الذي بات مهددا في ظل هذه الوزارة المشؤومة  بزعامة الوزير التكنوقراطي الذي لم يعتمد أية معايير أو مقاربة تشاركية في اتخاذ هذا القرار الذي يُجهِز على المنظومة التعليمية بقرارات جائرة وتعسفية« .

وقد اعتبر البعض هذه الإنذارات دعماً لقضية الأساتذة المتدربين ، وهو ما ذهب إليه الأستاذ المتدرب "يونس منصوري" بقوله  : » في ظل الواقع المرير الذي يعيشه التعليم ، خرج الأساتذة المتدربون بالمراكز الجهوية ،وهم  رافضون كل الرفض هذه السياسة التي تنهجها الوزارة الوصيَّة على القطاع ، فقد خرجوا في مسيرات ومعارك وطنية،  لتخرج الإدارة في المقابل بعدة تهديدات  آخرها  الرسائل التهديدية التي أرسلتها إلى بيوت السادة الأساتذة  المتدربين، والتي اعتبروها بمثابة استدعاء لآبائهم وأهاليهم للمشاركة في المسيرة ،التي ستكون يوم غضب عارم، لكونهم يتشاركون معهم  نفس المعاناة جنبا إلى جميع المواطنين المغاربة ، لأن ما تقوم به الوزارة تشجيع للقطاع الخاص ، على حساب القطاع العام ، فنجدها تعمل  على تكوين أساتذة متدربين بأموال الطبقة الكادحة، ليتم استغلال هذه الطاقات الواعدة بالقطاع الخاص ، باعتبار أن الطبقة البورجوازية لا تؤدي الضرائب وهو ما عبَّر عنه رئيس الحكومة  في المساءلة الشهرية لمجلس المستشارين بكل صراحة ووقاحة : إن القطاع الخصوصي له أساليبه للضغط على الحكومة . و لا ننسى أن نندِّد بالقمع الذي تعرَّض له الأساتذة المتدربون بكلٍّ من مراكز: طنجة ، القنيطرة، الرشيدية، وتازة ، وهذا لن يزيدنا إلا صمودا وإصرارا على المطالبة بحقنا ولو كلَّفَنا ذلك كل غالٍ ونفيس«.

لقد قدَّم الأساتذة المتدربون بالمركز ، مثالا يحتذى به للوحدة والتضامن ، إذ وقفوا وقفة رجل واحد أمام الترهيب والقمع ، مردِّدين مجموعة من الشعارات الرافضة للخضوع ، والمُحمَّلة  بِنبرة التحدي الصارخ في وجه  الوزارة ، والذين لن يزيدهم القمع إلا إصرارا على المضي قُدماً في درب النضال إلى حين إسقاط المرسومين المشؤومين وإعادة الاعتبار لكرامة الأستاذ .
لتحميل التقرير المرجو الضغط على الرابط أسفله:
google-playkhamsatmostaqltradent