العنف الصادر عن التلميذ(ة): أسبابه، أنواعه وآثاره
صورة من الارشيف
مأخود من موضوع للأستاذ المحترم نهاري امبارك
تختلف وتتنوع أسباب الشنآن والمشادات بين التلاميذ والأطر الإدارية والتربوية، فيتحول حوار عادي إلى تلفظ تلميذ بكلام بذيء، يرفض إحضار أولياء أمره بعدما، مثلا، تأخر أو تغيب بدون مبرر. وفي مثال آخر، قد يتم ضبط تلميذ(ة) في حالة غش، فيثور غضبا في وجه المراقبين، ويلجأ إلى الصراخ الصاخب في حالة هستيرية مخيفة، يستعرض عضلاته، مهددا ومتوعدا. وفي كثير من الأحيان، وعند إرجاع الأستاذ نقط الفرض المحروس، يواجه حالات متعددة من الاحتجاج والتظلم والتنديد والتكتل وشن تهجمات فردية أو جماعية، قد لا تستند لأي مبرر. فتتعالى الأصوات والمفردات النابية في وجه الأستاذ، وأحيانا بحضور الأطر الإدارية، وتتحول عملية تربوية إلى شد وجذب وتبادل الكلام المخل بالحياء الذي لا يمت لفعل التربية بصلة، قد يليه سب وشتم وضرب، وجرح حتى، غالبا ما يكون الأستاذ ضحيته.
ومن فرط الإهمال وعدم الاهتمام، أو الشعور بالإحباط، فإن تلاميذ كثرا يرفضون إعداد دروسهم وإنجاز الواجبات المنزلية، كما يفدون على القسم دون دفاتر ودون كتاب مدرسي وبلا أدوات، ينتظرون نبس الأستاذ بكلمة ليثوروا في وجهه وبكل فظاظة متعمدين المس بكرامته أمام زملائهم، معلنين التمرد والعصيان، ومتحينين فرص توجيه الأستاذ لوما أو ملاحظة، ليطلقوا العنان لقاموسهم اللغوي البذيء، دون خجل ولا حياء، الوضع الذي قد يتحول إلى رفس وتدافع وصراخ يؤدي إلى حضور الأطر الإدارية للتدخل وفض النزاع بإخراج التلاميذ العنيفين والمشاغبين وإنجاز تقارير في الموضوع تنتهي بعقوبات، يليها القيل والقال.تختلف وتتنوع أسباب الشنآن والمشادات بين التلاميذ والأطر الإدارية والتربوية، فيتحول حوار عادي إلى تلفظ تلميذ بكلام بذيء، يرفض إحضار أولياء أمره بعدما، مثلا، تأخر أو تغيب بدون مبرر. وفي مثال آخر، قد يتم ضبط تلميذ(ة) في حالة غش، فيثور غضبا في وجه المراقبين، ويلجأ إلى الصراخ الصاخب في حالة هستيرية مخيفة، يستعرض عضلاته، مهددا ومتوعدا. وفي كثير من الأحيان، وعند إرجاع الأستاذ نقط الفرض المحروس، يواجه حالات متعددة من الاحتجاج والتظلم والتنديد والتكتل وشن تهجمات فردية أو جماعية، قد لا تستند لأي مبرر. فتتعالى الأصوات والمفردات النابية في وجه الأستاذ، وأحيانا بحضور الأطر الإدارية، وتتحول عملية تربوية إلى شد وجذب وتبادل الكلام المخل بالحياء الذي لا يمت لفعل التربية بصلة، قد يليه سب وشتم وضرب، وجرح حتى، غالبا ما يكون الأستاذ ضحيته.
وفي فصول دراسية عدة، يقضي المدرس جل حصة الدرس، في البحث على سارق قلم أو منجرة أو دفتر، ليصبح مهزلة مفتعلة وأضحوكة يحملق فيه التلاميذ باستهزاء وازدراء، قاصدين النيل منه لإثارة حفيظته، فيستشيط غيظا، ويتحول إلى مهين كرامة التلاميذ، وينعت بأحط النعوت الملتصقة بالمربي الفاشل، غير المتحكم في أعصابه، وغير القادر على تدبير شؤون القسم وتعليم التلاميذ.
وقد تفشت، وبشكل فظيع، ظاهرة رنين الهاتف النقال أثناء إنجاز الدروس، واستعماله في تصوير وتسجيل أحداث عارضة أو مفتعلة، يختلقها تلميذ(ة) لجر الأستاذ(ة) واستدراجه إلى حالة الغضب، ليظهر على فيديوهات وكأنه الخارج عن اللياقة والمعتدي وغير المحترم لحرمة الفصل الدراسي، ومستعمل الشطط، ومخالف للقانون ومسئول كمربي وراشد، عليه التصرف بحكمة ورزانة رغم فعل الاستفزاز المتعمد والماس بالكرامة !!!.
وعليه يمكن لأي متتبع أن يتلمس عدة أوجه لفعل العنف الصادر عن التلاميذ ضد الأطر الإدارية والتربوية بالمؤسسة التعليمية، فيكون إما عفويا وتلفه البراءة، وإما قصديا ويتم عن نية وسبق إصرار، وإما عن طريق التغرير دون وعي. ولما تتوصل إجراءات التحري إلى فعل عفوي، خصوصا، إن لم تنتج عنه أضرار، فإن الصادر عنه الفعل يتمتع ببراءة مع توجيه ملاحظات لفت الانتباه. وإذا توصل البحث باعتماد الأدلة والقرائن والشهود إلى نية وقصد الفاعل العنف وإلحاق الضرر بالمدرس أو الإداري، لفظا أو جسديا، إهانة وتجريحا، أو مسا بكرامة المدرس، أو إحداث جروح أو كدوم أو إعاقة…فإن إجراء العقاب يكون واردا حرصا على الحفاظ على كرامة المعتدى عليه، وحرصا على استتباب النظام وحرمة المؤسسة التربوية.
وتجدر الإشارة إلى أن أسباب العنف المثارة أعلاه ترتبط بالتلميذ(ة) ذاته، ألا تعتبر ردود فعل منطقية لعوامل موضوعية تتصل بمحيطه الاجتماعي والمدرسي وتتجلى، من جهة، في واقعه الأسري والثقافي والاجتماعي من حيث مستوى العيش والعوز والأمية والأمراض وعطالة حاملي الشواهد التي تزرع الإحباط في صفوف التلاميذ، ومن جهة أخرى، في الواقع المدرسي من حيث البرامج والمناهج الغريبة عن وسطه، وضخامة المقررات وكثرة المواد الدراسية، وظاهرة اكتظاظ الأقسام التي لا تترك مجالا لقيام الأستاذ بأدواره التربوية، وغياب الأشغال التطبيقية في المواد العلمية والتقنية؟
العقوبات المتخذة في حق التلاميذ العنيفين: أنواعها، آثارها وانعكاساتها: