عرفت المنظومة التعليمية بالمغرب ، تحولا نوعيا في حقل التربية و التكوين ، وذلك بتبني مقاربة الكفايات الذي تعتبر كأحد المقاربات الأساسية لتفعيل مضامين الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،رغبة في الارتقاء بالمتعلم وتحسين العملية التعليمية التعلمية.
لذا وجب الاعتماد على الطرق الفعالة النشيطة التي تتناسب مع مدخل الكفايات والتي تترك للمتعلم فرصة التعلم الذاتي على اعتبار المتعلم لب العملية التعليمية- التعلمية ومحورها, كما يجب ان تحقق تلك الكفايات أهدافا اجتماعية مهمة مثل الاعتماد على الذات والقدرة على اخذ القرارات, وتتعدد الطرق البيداغوجية , وفي مقدمتها طريقة حل المشكلات. فمثلا كيف يستطع المتعلمين التوصل تحليل دور الازمات الدولية في اندلاع الحرب العالمية الاولى؟
والبيداغوجيا أو علم التربية تتكون كلمة " بيداغوجيا " في الأصل اليوناني، من حيث الاشتقاق اللغوي، من شقين، هما : Péda وتعني الطفل، و Agôgé وتعني القيادة والسياقة، وكذا التوجيه.
و كان البيداغوجي le pédagogue هو الشخص المكلف بمراقبة الأطفال ومرافقتهم في خروجهم للتكوين أو النزهة، والأخذ بيدهم ومصاحبتهم. وقد كان العبيد يقومون بهذه المهمة في العهد اليوناني القديم.
و البيداغوجيا ذات بعد نظري ، وتهدف إلى تحقيق تراكم معرفي ، أي تجميع الحقائق حول المناهج والتقنيات والظواهر التربوية ؛ أما التربية فتحدد على المستوى التطبيقي لأنها تهتم ، قبل كل شيء ، بالنشاط العملي الذي يهدف إلى تنشئة الأطفالو تكوينهم.
واما مفهوم البيداغوجيا، يستعمل للدلالة على الحقل المعرفي الذي يهتم بالممارسة التربوية في أبعادها المتنوعة .. وبهذا المعنى نتحدث عن البيداغوجيا النظرية أو البيداغوجيا التطبيقية أو البيداغوجيا التجريبية .. وتستعمل للإشارة إلى توجهorientation أو إلى نظرية بذاتها، تهتم بالتربية من الناحية المعيارية normativeومن الناحية التطبيقية، وذلك باقتراح تقنيات وطرق للعمل التربوي، وبهذا المعنى نستعمل المفاهيم التالية : البيداغوجيا المؤسساتية، البيداغوجيا اللاتوجيهية ويمكننا أن نضيف كذالك، للتميز بين التربية والبيداغوجيا، أن البيداغوجيا حسب اغلب تعريفاتها بحث نظري، أما التربية فهي ممارسة وتطبيق.
مفهوم الديداكتيك La didactique :
تنحدر كلمة ديداكتيك، من حيث الاشتقاق اللغوي، من أصل يوناني didactikos أوdidaskein، وتعني حسب قاموس روبير الصغير Le Petit Robert، " درٌّس أو علٌّم " enseigner. ويقصد بها اصطلاحا، كل ما يهدف إلى التثقيف، وإلى ما له علاقة بالتعليم.
الديداكتيك هي فرع من البيداغوجيا موضوعه التدريس. و نهج وأسلوب معين لتحليل الظواهر التعليمية تواجه نوعين من المشكلات :
مشكلات تتعلق بالمادة الدراسية ( وبنيتها ومنطقها .. ومشاكل ترتبط بالفرد في وضعية التعلم، وهي مشاكل منطقية وسيكولوجية.
ولقد عرف الدكتور محمد الدريج الباحث في علوم التربية والمتحصص في بناء المناهج التعليمية، الديداكتيك في كتابه " تحليل العملية التعليمية "، كما يلي : " هي الدراسة العلمية لطرق التدريس وتقنياته، ولأشكال تنظيم مواقف التعليم التي يخضع لها المتعلم، قصد بلوغ الأهداف المنشودة، سواء على المستوى العقلي المعرفي أو الانفعالي الوجداني أو الحس حركي المهاري. كما تتضمن البحث في المسائل التي يطرحها تعليم مختلف المواد.
ومن هنا تأتي تسمية " تربية خاصة " أي خاصة بتعليم المواد الدراسية (الديداكتيك الخاص أو ديداكتيك المواد) أو " منهجية التدريس المطبقة ( في مراكز تكوين المعلمين والمعلمات)، في مقابل التربية العامة (الديداكتيك العام)، التي تهتم بمختلف القضايا التربوية، بل وبالنظام التربوي برمته مهما كانت المادة الملقنة ".
ويجب التميز في تعريفنا للديداكتيك، حسب.Legendre بين ثلاث مستويات:
* الديداكتيك العامة :
وهي التي تسعى إلى تطبيق مبادئها وخلاصة نتائجها على مجموع المواد التعليمية وتنقسم إلى قسمين : القسم الأول يهتم بالوضعية البيداغوجية، حيت تقدم المعطيات القاعدية التي تعتبر أساسية لتخطيط كل موضوع وكل وسيلة تعليمية لمجموع التلاميذ؛ والقسم الثاني يهتم بالديداكتيك التي تدرس القوانين العامة للتدريس، بغض النظر عن محتوى مختلف مواد التدريس .
* الديداكتيك الخاصة : وهي التي تهتم بتخطيط عملية التدريس أو التعلم لمادة دراسية معينة .
* الديداكتيك الأساسية :( Didactique .Fondamentale ) وهي :
جزء من الديداكتيك ، يتضمن مجموع النقط النظرية والأسس العامة ، التي تتعلق بتخطيط الوضعيات البيداغوجية ـ دون أي اعتبار ضروري لممارسات تطبيقية خاصة ـ وتقابلها عبارة ( الديداكتيك النظرية)
قبل الحديث عن ديداكتيك مادة التاريخ يجب تعريف مفهوم الديداكتيك، فالديداكتيك هو فن التدريس ويشكل خطة ترمي إلى تحقيق أهداف تعليمية أو استراتيجية تعليمية تواجه مشكلات كثيرة: مشكلات المتعلم, مشكلات المادة, أو المواد وبنيتها, المعرفية مشكلات الطرائق, مشكلات الوضعيات التعليمية التعلمية
ودراسة مادةالتاريخ تكتسيأهمية قصوى بالنظرإلىالدورالخطيرالذي يلعبه التاريخ والذي يمنحنا معلومات التاريخية تعطينا خلفية جيدة لفهم العلاقة بين السياسة والمجتمع، وهذهالمعلومات تمكننا من ممارسة السياسة الجيدة في زمن الحاضر وتكوين مواطن يؤمن بقضاياه واع بمسؤولياته ولهذا فانكتابة التاريخ هي عملية متجددة ومستمرة، تتجدد بتجدد هموم ومشكلات الإنسان فيالحاضرفالإنسان لايعيش حاضره مفصو لاعن ماضيه.فالإنسان لايفكر في تاريخه باعتباره زمنغابر تملأه الأحـداث والـوقائع ذات علاقة خارجية وموضوعية به فحسب ،بل بوصفه صيرورة في الزمن لها كبيرالأثرعلى حياته اليومية.إن تفسيرالماضي وتأويله وتكوين معنىعنه شكل دوما هاجسا للإنسان.
العناصر الأساسية في تدريس مادة التاريخ :
-1 الإشكالية:
قد أصبح التفكير التاريخي المعاصر ينطلق من تحديـد إشكالية مـا (مشكلة تاريخية ) قبل تحديد الوثائق . لأن قيـمة الوثـائق لا تتحدد إلا من خلال قيمة المشكلـة التاريخية المطروحة.إن المـنهج التاريخي السليم هو الذي يبدأ بطرح أسئلة توجه المؤرخين إلى التنقيب المنظم و المكثف الجماعي. فدراسة التـاريخ انطلاقا من دراسة المشكلات، أصبح مطلبا ضروريا عند كل المـؤرخين المعاصرين ووضع اشكالية من خلال العمليات الفكرية التالية:
*طرح المشكل ووضع سؤال مركزي
*تفريعه الى تساؤلات فرعية
* وضغ فرضية لكل سؤال
وينطلق السؤال المركزي من خلال الوثائق التي تعتبر مصدرا للمعلومات وبرهانا لاتبات وجهة نظر اونفيها مع مراعات الابعاد الثلاثة الزمن -المجال والمجتمع ومن خلال دراسة الوثائق نقترح لكل سؤال جواب يسمى فرضية فابلة للتاكيد او النفي او التعديل واثنا الدراسة لابد من استعمال الأدوات المنهجية : التعريف -التفسير -التركيب .
-2 السيرورة:
طبيعة السيرورة أي خاصية عملية الحل الأكثر ملائمة للمشكلة أي السمات المحددة سلفا للعمليات التي سنقوم بها للوصول إلى الحل أي تطورها وطبيعتها ويمكن الاعتماد على الخرائط التاريحية مثلا عند دراسة تكوين الدول اوعلى المبيانات عند دراسة مثلا مظاهر التحولات الاقتصادية والمالية التي عرفها النظام الراسمالي خلال القرن 19م .
وأما إذا كانت السيرورة تعبر عن ترابط العمليات و هدف المشكلة ترابطا واضحا يقال عنها إنها سيرورة متقاربة مثال ؛ تحديد السبب المباشر لوقيعة ما . مثلا السبب المباشر لحرب تطوان سنة 1860
-3 الوضعية النهائية:
الحل للمشكلات المطروحة. ومن الادوات المنهجية في ديكتاكتيك التاريخ :
1 – التعريف :
خلال هذه العملية ننطلق من الوثائف لاجل تمحيص الفرضيات المقترحة وتتم هذه العمليات من خلال فهم الوثائق بوضغها في سياقها التاريخي وانتقاء المعطيات التاريخية من الوثائق وفق الاشكالية المطروحة والفرضيات المقترحة كما تتطلب نقد الوثائق من اجل بناء احداث تاريخية داث مصداقية علمية
2- التفسير:
أصبح المؤرخون يتسألون عن الأسباب و العوامل المتحكمة في صناعة الأحداث والوقائع التاريخية اي علاقات السببـية التي تربط الأحداث بأسبابها.بل اجتهد بعضهم في دراسة العوامل الفاعلة في التاريخ
والتفسير مرتبط بمجال الإشكالية التي توجه عمله منذ بدايته. وعليه يمكن القول إن التفسير التاريخ كآلية فكرية مرتبط أشد الارتباط بالتساؤلات التي ينطلق منهاالمدرس . كما أن أهمية العملية التفسيرية في التاريخ مرهونة بأهمية وقيمة الإشكالية المنطلق.غاية التحليل هي الكشف عن بنية الموضوع قيد الدراسة، وتقسيم الظواهر المعقدة وتفكيكها الى عناصر أقل تعقيداً بحيث يتمكن الباحث من إنجاز مهمته و الخروج من دراسته بتفسير محدد للأحداث التاريخية المدروسة وبعد استفراء الوثائق وتحليلها نقوم بعملية التفسيبر والهدف هو الاجابة عن السؤال المطروح من خلال تصنيف العوامل المتسبب في الحدث حسب طبيعتها ( عامل سياسي - اجتماعي افتصادي) او خسب فعاليتها ومدتها ويمكن ايضا ان نفسر الحدث بالرجوع فبل وقوعه للتمكن من معرفة السياق التاريخي للحدث لنضعه في اطاره الزمني والموضوعي والمجالي.
* معيار الزمني: اسباب قريبة –بعيدة – مباشرة – غير مباشرة
*معيار موضوعاتي: اسباب سسياسية - اقتصادية - اجتماعية - ثقافية دينية,,,,,,
* معيار مجالي اسباب داخليى - خارجية - وطنية - دولية...
3 - التركيب التاريخي
بعد معالجة الوقائع . ينتقل المدرس إلى مرحلة التركيب ، حيثيتم التوصل من خلالها إلى الاستنتاجات النهائية، من خلال ربط الجزء بالكل والخاص بالعام.
والتركيب يكتسي طابعا خاصا يقوم على سرد الاحداث والوقائع تبعا لتغاقبها الزمني والفائم على سرد الاحداث كما وفعت لكن هذا التركيب لا يرقى الى نفد الاحداث فيكتفي عند التحليل والتحقيق لا يرقى الى اعطاء دلالة وفهم ومعنى للوافع والاحداث وذلك عبر اعادة بنائه وربطه مع احداث اخرى,والتركيب مسالة ضرورية لانها تمكن المتعلم من التوصل الى استنتاجات والخروج باقتراحات اساسية في بناء المعرفة واكتساب مفاهيم جديدة والتدرب على منهجية البحث التاريخي.
الدكتورة ثورية ابوفاطمة
لذا وجب الاعتماد على الطرق الفعالة النشيطة التي تتناسب مع مدخل الكفايات والتي تترك للمتعلم فرصة التعلم الذاتي على اعتبار المتعلم لب العملية التعليمية- التعلمية ومحورها, كما يجب ان تحقق تلك الكفايات أهدافا اجتماعية مهمة مثل الاعتماد على الذات والقدرة على اخذ القرارات, وتتعدد الطرق البيداغوجية , وفي مقدمتها طريقة حل المشكلات. فمثلا كيف يستطع المتعلمين التوصل تحليل دور الازمات الدولية في اندلاع الحرب العالمية الاولى؟
والبيداغوجيا أو علم التربية تتكون كلمة " بيداغوجيا " في الأصل اليوناني، من حيث الاشتقاق اللغوي، من شقين، هما : Péda وتعني الطفل، و Agôgé وتعني القيادة والسياقة، وكذا التوجيه.
و كان البيداغوجي le pédagogue هو الشخص المكلف بمراقبة الأطفال ومرافقتهم في خروجهم للتكوين أو النزهة، والأخذ بيدهم ومصاحبتهم. وقد كان العبيد يقومون بهذه المهمة في العهد اليوناني القديم.
و البيداغوجيا ذات بعد نظري ، وتهدف إلى تحقيق تراكم معرفي ، أي تجميع الحقائق حول المناهج والتقنيات والظواهر التربوية ؛ أما التربية فتحدد على المستوى التطبيقي لأنها تهتم ، قبل كل شيء ، بالنشاط العملي الذي يهدف إلى تنشئة الأطفالو تكوينهم.
واما مفهوم البيداغوجيا، يستعمل للدلالة على الحقل المعرفي الذي يهتم بالممارسة التربوية في أبعادها المتنوعة .. وبهذا المعنى نتحدث عن البيداغوجيا النظرية أو البيداغوجيا التطبيقية أو البيداغوجيا التجريبية .. وتستعمل للإشارة إلى توجهorientation أو إلى نظرية بذاتها، تهتم بالتربية من الناحية المعيارية normativeومن الناحية التطبيقية، وذلك باقتراح تقنيات وطرق للعمل التربوي، وبهذا المعنى نستعمل المفاهيم التالية : البيداغوجيا المؤسساتية، البيداغوجيا اللاتوجيهية ويمكننا أن نضيف كذالك، للتميز بين التربية والبيداغوجيا، أن البيداغوجيا حسب اغلب تعريفاتها بحث نظري، أما التربية فهي ممارسة وتطبيق.
مفهوم الديداكتيك La didactique :
تنحدر كلمة ديداكتيك، من حيث الاشتقاق اللغوي، من أصل يوناني didactikos أوdidaskein، وتعني حسب قاموس روبير الصغير Le Petit Robert، " درٌّس أو علٌّم " enseigner. ويقصد بها اصطلاحا، كل ما يهدف إلى التثقيف، وإلى ما له علاقة بالتعليم.
الديداكتيك هي فرع من البيداغوجيا موضوعه التدريس. و نهج وأسلوب معين لتحليل الظواهر التعليمية تواجه نوعين من المشكلات :
مشكلات تتعلق بالمادة الدراسية ( وبنيتها ومنطقها .. ومشاكل ترتبط بالفرد في وضعية التعلم، وهي مشاكل منطقية وسيكولوجية.
ولقد عرف الدكتور محمد الدريج الباحث في علوم التربية والمتحصص في بناء المناهج التعليمية، الديداكتيك في كتابه " تحليل العملية التعليمية "، كما يلي : " هي الدراسة العلمية لطرق التدريس وتقنياته، ولأشكال تنظيم مواقف التعليم التي يخضع لها المتعلم، قصد بلوغ الأهداف المنشودة، سواء على المستوى العقلي المعرفي أو الانفعالي الوجداني أو الحس حركي المهاري. كما تتضمن البحث في المسائل التي يطرحها تعليم مختلف المواد.
ومن هنا تأتي تسمية " تربية خاصة " أي خاصة بتعليم المواد الدراسية (الديداكتيك الخاص أو ديداكتيك المواد) أو " منهجية التدريس المطبقة ( في مراكز تكوين المعلمين والمعلمات)، في مقابل التربية العامة (الديداكتيك العام)، التي تهتم بمختلف القضايا التربوية، بل وبالنظام التربوي برمته مهما كانت المادة الملقنة ".
ويجب التميز في تعريفنا للديداكتيك، حسب.Legendre بين ثلاث مستويات:
* الديداكتيك العامة :
وهي التي تسعى إلى تطبيق مبادئها وخلاصة نتائجها على مجموع المواد التعليمية وتنقسم إلى قسمين : القسم الأول يهتم بالوضعية البيداغوجية، حيت تقدم المعطيات القاعدية التي تعتبر أساسية لتخطيط كل موضوع وكل وسيلة تعليمية لمجموع التلاميذ؛ والقسم الثاني يهتم بالديداكتيك التي تدرس القوانين العامة للتدريس، بغض النظر عن محتوى مختلف مواد التدريس .
* الديداكتيك الخاصة : وهي التي تهتم بتخطيط عملية التدريس أو التعلم لمادة دراسية معينة .
* الديداكتيك الأساسية :( Didactique .Fondamentale ) وهي :
جزء من الديداكتيك ، يتضمن مجموع النقط النظرية والأسس العامة ، التي تتعلق بتخطيط الوضعيات البيداغوجية ـ دون أي اعتبار ضروري لممارسات تطبيقية خاصة ـ وتقابلها عبارة ( الديداكتيك النظرية)
قبل الحديث عن ديداكتيك مادة التاريخ يجب تعريف مفهوم الديداكتيك، فالديداكتيك هو فن التدريس ويشكل خطة ترمي إلى تحقيق أهداف تعليمية أو استراتيجية تعليمية تواجه مشكلات كثيرة: مشكلات المتعلم, مشكلات المادة, أو المواد وبنيتها, المعرفية مشكلات الطرائق, مشكلات الوضعيات التعليمية التعلمية
ودراسة مادةالتاريخ تكتسيأهمية قصوى بالنظرإلىالدورالخطيرالذي يلعبه التاريخ والذي يمنحنا معلومات التاريخية تعطينا خلفية جيدة لفهم العلاقة بين السياسة والمجتمع، وهذهالمعلومات تمكننا من ممارسة السياسة الجيدة في زمن الحاضر وتكوين مواطن يؤمن بقضاياه واع بمسؤولياته ولهذا فانكتابة التاريخ هي عملية متجددة ومستمرة، تتجدد بتجدد هموم ومشكلات الإنسان فيالحاضرفالإنسان لايعيش حاضره مفصو لاعن ماضيه.فالإنسان لايفكر في تاريخه باعتباره زمنغابر تملأه الأحـداث والـوقائع ذات علاقة خارجية وموضوعية به فحسب ،بل بوصفه صيرورة في الزمن لها كبيرالأثرعلى حياته اليومية.إن تفسيرالماضي وتأويله وتكوين معنىعنه شكل دوما هاجسا للإنسان.
العناصر الأساسية في تدريس مادة التاريخ :
-1 الإشكالية:
قد أصبح التفكير التاريخي المعاصر ينطلق من تحديـد إشكالية مـا (مشكلة تاريخية ) قبل تحديد الوثائق . لأن قيـمة الوثـائق لا تتحدد إلا من خلال قيمة المشكلـة التاريخية المطروحة.إن المـنهج التاريخي السليم هو الذي يبدأ بطرح أسئلة توجه المؤرخين إلى التنقيب المنظم و المكثف الجماعي. فدراسة التـاريخ انطلاقا من دراسة المشكلات، أصبح مطلبا ضروريا عند كل المـؤرخين المعاصرين ووضع اشكالية من خلال العمليات الفكرية التالية:
*طرح المشكل ووضع سؤال مركزي
*تفريعه الى تساؤلات فرعية
* وضغ فرضية لكل سؤال
وينطلق السؤال المركزي من خلال الوثائق التي تعتبر مصدرا للمعلومات وبرهانا لاتبات وجهة نظر اونفيها مع مراعات الابعاد الثلاثة الزمن -المجال والمجتمع ومن خلال دراسة الوثائق نقترح لكل سؤال جواب يسمى فرضية فابلة للتاكيد او النفي او التعديل واثنا الدراسة لابد من استعمال الأدوات المنهجية : التعريف -التفسير -التركيب .
-2 السيرورة:
طبيعة السيرورة أي خاصية عملية الحل الأكثر ملائمة للمشكلة أي السمات المحددة سلفا للعمليات التي سنقوم بها للوصول إلى الحل أي تطورها وطبيعتها ويمكن الاعتماد على الخرائط التاريحية مثلا عند دراسة تكوين الدول اوعلى المبيانات عند دراسة مثلا مظاهر التحولات الاقتصادية والمالية التي عرفها النظام الراسمالي خلال القرن 19م .
وأما إذا كانت السيرورة تعبر عن ترابط العمليات و هدف المشكلة ترابطا واضحا يقال عنها إنها سيرورة متقاربة مثال ؛ تحديد السبب المباشر لوقيعة ما . مثلا السبب المباشر لحرب تطوان سنة 1860
-3 الوضعية النهائية:
الحل للمشكلات المطروحة. ومن الادوات المنهجية في ديكتاكتيك التاريخ :
1 – التعريف :
خلال هذه العملية ننطلق من الوثائف لاجل تمحيص الفرضيات المقترحة وتتم هذه العمليات من خلال فهم الوثائق بوضغها في سياقها التاريخي وانتقاء المعطيات التاريخية من الوثائق وفق الاشكالية المطروحة والفرضيات المقترحة كما تتطلب نقد الوثائق من اجل بناء احداث تاريخية داث مصداقية علمية
2- التفسير:
أصبح المؤرخون يتسألون عن الأسباب و العوامل المتحكمة في صناعة الأحداث والوقائع التاريخية اي علاقات السببـية التي تربط الأحداث بأسبابها.بل اجتهد بعضهم في دراسة العوامل الفاعلة في التاريخ
والتفسير مرتبط بمجال الإشكالية التي توجه عمله منذ بدايته. وعليه يمكن القول إن التفسير التاريخ كآلية فكرية مرتبط أشد الارتباط بالتساؤلات التي ينطلق منهاالمدرس . كما أن أهمية العملية التفسيرية في التاريخ مرهونة بأهمية وقيمة الإشكالية المنطلق.غاية التحليل هي الكشف عن بنية الموضوع قيد الدراسة، وتقسيم الظواهر المعقدة وتفكيكها الى عناصر أقل تعقيداً بحيث يتمكن الباحث من إنجاز مهمته و الخروج من دراسته بتفسير محدد للأحداث التاريخية المدروسة وبعد استفراء الوثائق وتحليلها نقوم بعملية التفسيبر والهدف هو الاجابة عن السؤال المطروح من خلال تصنيف العوامل المتسبب في الحدث حسب طبيعتها ( عامل سياسي - اجتماعي افتصادي) او خسب فعاليتها ومدتها ويمكن ايضا ان نفسر الحدث بالرجوع فبل وقوعه للتمكن من معرفة السياق التاريخي للحدث لنضعه في اطاره الزمني والموضوعي والمجالي.
* معيار الزمني: اسباب قريبة –بعيدة – مباشرة – غير مباشرة
*معيار موضوعاتي: اسباب سسياسية - اقتصادية - اجتماعية - ثقافية دينية,,,,,,
* معيار مجالي اسباب داخليى - خارجية - وطنية - دولية...
3 - التركيب التاريخي
بعد معالجة الوقائع . ينتقل المدرس إلى مرحلة التركيب ، حيثيتم التوصل من خلالها إلى الاستنتاجات النهائية، من خلال ربط الجزء بالكل والخاص بالعام.
والتركيب يكتسي طابعا خاصا يقوم على سرد الاحداث والوقائع تبعا لتغاقبها الزمني والفائم على سرد الاحداث كما وفعت لكن هذا التركيب لا يرقى الى نفد الاحداث فيكتفي عند التحليل والتحقيق لا يرقى الى اعطاء دلالة وفهم ومعنى للوافع والاحداث وذلك عبر اعادة بنائه وربطه مع احداث اخرى,والتركيب مسالة ضرورية لانها تمكن المتعلم من التوصل الى استنتاجات والخروج باقتراحات اساسية في بناء المعرفة واكتساب مفاهيم جديدة والتدرب على منهجية البحث التاريخي.
الدكتورة ثورية ابوفاطمة