تسمّى كل وثيقة تُعنى بظاهرة جغرافية معيّنة (طبيعية وبشرية واقتصادية) وناتجة عن جهة دولية أو محلية وثيقة جغرافية. ويمكن أن تكون نتاج منظمات وجمعيات ومؤسسات حكومية وغير حكومية دولية ومحلية، أو نتاج أفراد أو جماعات علمية مختصة تنتمي إلى مؤسسات تعليمية، أو نتاج بحوث مختصة وغير مختصة، أو نتاج أعمال صحفية…
أنواع الوثائق الجغرافية
تنوعت الوثائق الجغرافية المعتمدة في تدريس المادة في التعليم الثانوي عموما، وفي امتحانات البكالوريا خصوصا. وهي على خلاف الوثائق التاريخية يمكن ضبطها وحصرها.
تتنوع الوثائق الجغرافية ويمكن أن نوردها فيما يلي:
1- الإحصائيات:
وهي الجداول التي تتضمن معطيات مرقمة لمسائل مختلفة مثل السكان والإنتاج والخدمات. وهي تمكن من متابعة تطور ظاهرة معينة أو إنتاج معين في فترة زمنية محددة. كما تمكن من إنجاز مقارنات بين الأقاليم وبين الدول في مجالات متعددة. كما تُستعمل لترتيب الظواهر حسب أهميتها ولدراسة هيكلة معينة للسكان أو لقطاع اقتصادي أو لإبراز ترابطات وعلاقات تفاعل بين الظواهر.
ويجب التعامل مع الإحصائيات بحذر لأن مصادر المعلومات ليست واحدة وتختلف من بلد إلى آخر مما يجعل المقارنات صعبة نوعا ما.
يمكن أن تكون الإحصائيات المطروحة في شكل جدول أو جدولين أو ثلاثة. ويمكن أن تكون مستقلة عن بعضها البعض (كل جدول يتناول موضوعا)، كما يمكن أن تكون بينها روابط جدلية تدعّم وتفسر بعضها البعض.
2- الخرائط:
الخريطة هي رسم مُنجز إنطلاقا من معطيات إحصائية تحاكي الواقع خصوصا إذا تعلق الأمر بالظواهر الطبيعية. وقد تعتني الخريطة عادة بظاهرة معينة (طبيعية، بشرية، اقتصادية…) في العالم أو في قطر أو في جهة ما.
وتُقترح الخريطة في امتحان البكالوريا لإتمامها وإنجازها اعتمادا على معطيات معينة موزعة في الدروس يجب الإلمام بها من أجل توظيفها للتعبير عن الأفكار بطريقة الرسم.
3- الرسوم البيانية:
هي نتاج دراسات بشرية واقتصادية غالبا. وتستقي معطياتها من الإحصائيات (الجداول). ونشير إلى أن الرسوم البيانية متنوعة ومختلفة منها المنحنيات، الأعمدة، الرسوم القطاعية…
4- الصور:
التي تعالج ظاهرة معينة (طبيعية، بشرية واقتصادية)، وتعكس بشكل صريح الفكرة الجغرافية المراد تبليغها. وقد أصبحت الصورة من بين أهم الوثائق المعتمدة لدراسة الظواهر الجغرافية المختلفة لما تقدمه من أفكار واضحة وصريحة.
5- الرسوم:
عادة ما تكون رسوما كاريكاتورية موحية ومعبّرة أيضا. لكن يجب الحذر في التعامل معها لما يمكن أن تتضمنه من أحكام ذاتية لا تخضع لاعتبارات علمية دقيقة.
6- النصوص:
وتمثل نسبة مهمة من بين الوثائق الجغرافية المعتمدة في تدريس المادة. وهي مأخوذة من كتب وبحوث ومجلات متخصصة، ومن صحف ومجلات مختلفة عادية.
موما تُعتبر هذه الوثائق هي الغالبة في تدريس مادة الجغرافيا وفي إمتحانات البكالوريا. ويجب أن ينتبه التلميذ إلى ضرورة التمييز بين هذه الوثائق وبين الوثائق المنتمية إلى النوع الواحد. بمعنى أنّه لا بدّ من ذكر نوعها (إحصاية أو جداول، خريطة، صورة ، رسم بياني، رسم كاريكاتوري….) وتحديد طبيعة كل منها وتمييزها عن غيرها أي أن تكون طبيعية، بشرية (سكانية)، اقتصادية…
مراحل تحليل الوثائق في الجغرافيا
تُقدّر حظوظ الوثيقة أو الوثائق الجغرافية في امتحان البكالوريا ب 50 % حيث أن أحد الموضوعين المقترحين يكون وجوبا وثيقة. لذلك لا بد من الاعتناء بها وبمعرفة متطلبات تحليلها خصوصا باعتبار الأسئلة المصاحبة التي تمثل محاور التفكير في الموضوع وتساعد على فهم الوثيقة فهما جيدا. ويجب التقيد بها حتى لا ينزلق التلميذ في الخلط والتكرار والخروج عن الموضوع.
ويتطلب تحليل الوثيقة عملا تحضيريا يبدأ بقراءة الوثيقة وينتهي إلى تبويب المعطيات ومناقشتها، وعملا تحريريا يضم المقدمة والجوهر والخاتمة.
هذا وتمر عملية التحليل ببعض المراحل المهمة:
1) المرحلة الأولى:
مرحلة فهم الوثيقة، وتتطلب:
- قراءة الوثيقة قراءة متأنية لأكثر من مرة بحثا عن مقاصدها وفهمها فهما جيدا.
- تسطير أو تعليم (وضع علامة مميزة كمربع أو أي شكل آخر) الكلمات المفاتيح في الوثيقة إذا كانت نصا أو إحصائية مثلا.
- تحديد العناصر المكونة للوثيقة إذا كانت صورة أو رسما
- استخراج أهم الأفكار والمعاني والمقاصد الواردة بالوثيقة مع ضرورة ربطها بالأسئلة المصاحبة.
2) المرحلة الثانية:
مرحلة التخطيط:
- وضع تخطيط للوثيقة أو الوثائق مجمَّعة معتمدا على الأسئلة المصاحبة والتقيد بها.
- البحث عن المعلومات وتجميعها من الدروس في علاقة بمحاور الإهتمام (التخطيط)
- توزيع المعلومات المجمعة وتبويبها حسب التخطيط مع تجنب التكرار والحشو الزائد.
- ضرورة التفسير والتحليل والشرح للوثيقة أو الوثائق مع اعتماد معطيات الدروس وأمثلة دقيقة مفسّرة ومدعّمة.
- ضرورة توفّر النقاش (النقد بالخصوص) في تحليل الوثيقة أو الوثائق لأن المعطيات الواردة فيها قد لا تكون موضوعية أو سليمة تاريخيا.
- ضرورة التقيد بالوثيقة أو الوثائق، الانطلاق منها والعودة إليها واستعمالها للتدعيم والبرهنة على الأفكار الواردة في الموضوع.
- لا يجب الوقوع في أخطاء مثل:
- محاكاة الوثيقة أو الوثائق دون نقاش وتحليل مدقق للمعطيات.
- إنجاز مقالة حول الموضوع الذي تتناوله الوثيقة أو الوثائق دون استعمال معطيات الجدول.
- اعتماد تفاسير خاطئة ومتناقضة مع معطيات الوثيقة أو الوثائق وتحميلها معلومات لا تتضمنها.
3) المرحلة الثالثة:
مرحلة التحرير:
لا يختلف شكل التحرير عن بقية المواضيع الأخرى ويتكون من 3 أجزاء:
المقدمة:
هي عنصر أساسي وضروري في التحرير وتتضمن:
- طبيعة الوثيقة (أو الوثائق)
- موضوعها
- مصدرها
- ظرفها المكاني والزماني
- الأفكار الرئيسية لها
- طرح الإشكالية والإعلان عن التخطيط.
الجوهر: - يجب أن يتبع التلميذ التخطيط الذي سبق أن أعّده ويتقيد به معتمدا على الأسئلة المصاحبة
- التقيد بالوثيقة أو الوثائق والمعطيات الواردة فيها مع مناقشتها وتعديلها وإبداء الرأي فيها إن لزم الأمر. ويجب الانطلاق منها باعتماد شواهد واضحة ومعبّرة تؤكّد الأفكار المستخرجة منها.
- الاعتماد على ما درس التلميذ لتأكيد أفكار الوثيقة أو الوثائق.
للانتقال من عنصر إلى آخر يتم استعمال جمل انتقالية تربط بين العنصرين بطريقة ذكية وواعية. ويجب تجنب إسقاط بعض الجمل الجاهزة التي لا تنتمي لأي عنصر من العنصرين.
الخاتمة: عنصر أساسي أيضا مثل المقدمة يقع فيها:
- التأكيد على أهم الاستنتاجات المستخلصة في الموضوع
- فتح آفاق أخرى للموضوع