عرفت سنة 1929 ازمة اقتصادية كبرى انطلقت من الولايات المتحدة الامريكية ثم انتشرت في اوربا و باقي العالم وقد خلفت الازمة نتائج عميقة شملت مختلف مجالات الحياة في البلدان المتضررة . فماهي اسباب ، مظاهر ، ونتائج هذه الازمة ؟
I. تعددت اسباب ومظاهر ازمة 1929 التي انتشرت في مختلف مناطق العالم.
1) اسباب الازمة
*الاسباب غير المباشرة : عرف الاقتصاد الامريكي رخاء كبيرا بعد الحرب العالمية الاولى ، وقد كان من مظاهر هذا الرخاء ازدياد المضاربات في الاسهم ، الذي استفاد من ازدياد من تطور القروض الممنوحة للمضاربين، بشكل جعل اسعار هذه الاسهم لا تساير الزيادة الحقيقية في ارباح الشركات.
*السبب المباشر: في يوم الخميس ( الاسود ) 24 اكتوبر 1929 حدث انهيار مفاجئ في قيمة الاسهم ببورصة وول ستريت بنيويورك نتيجة ارتفاع العرض عن الطلب ، فعجز بذلك المضاربون عن تسديد ديونهم مما ادى الى افلاس الابناك .
2) مظاهر الازمة
ادى عجز الراسماليين عن تسديد ديونهم الى افلاس الابناك و اغلاق العديد من المؤسسات الصناعية ابوابها ،كما عجز الفلاحون عن تسديد ديونهم فاضطروا الى الهجرة الى المدن، مما ادى الى انتشار البطالة.
3) انتشار الازمة
اضطرت الولايات المتحدة الامريكية الى سحب رساميلها المستثمرة بالخرج كما اوقفت اعاناتها للدول الاوربية ، فامتدت الازمة الى الدول الصناعية الاوربية . وبفعل ارتباطها بالاقتصاد الاوربي فقد امتدت الازمة الى المستعمرات ، كما مست بقية دول العالم بفعل سياسة الحمائية . ولم يفلت من الازمة سوى الاتحاد السوفياتي لاتباعه النظام الاشتراكي.
II. تعددت نتائج الازمة و اختلفت طرق معالجتها
1) نتائج الازمة
تضررت المؤسسات البنكية و انهار الانتاج الفلاحي و الصناعي ، بفعل انخفاض الاسعار وتراجع الاستهلاك فتازمت المبادلات العالمية ، كما انتشرالبؤس و تزايدت اعداد العاطلين وتكاترت الهجرة القروية.
احيت كذلك هذه الازمة الصراعات الاستعمارية ، كما ادت الى وصول الانظمة الديكتاتورية الى الحكم في بعض الدول كالنازية في المانيا و الفاشية في ايطاليا.
2) مواجهة الازمة
دفعت الازمة العالمية لسنة 1929 الدول الراسمالية الى التدخل في لانقاد اقتصادياتها ففي الولايات المتحدة الامريكية طبق رزفلت ما عرف بالخطة الجديدة التي ضمت مجموعت من القوانين و المشاريع الكبرى اما في المانيا فسينهج هتلر سياسة التدخل الشامل في الاقتصاد ، كما ستعرف فرنسا العديد من الاصلاحات على يد الجبهة الشعبية.
خاتمة : اذا كانت الدول الراسمالية قد استطاعت تجاوز الازمة العالمية بفضل مجموعة من الاجراءات السياسية و الاقتصادية ،فان هذه الاخيرة قد ساهمت في اعادة اجواء الثوثر الى مما سيؤدي الى اندلاع الحرب العالمية الثانية.