يمثل الإتحاد الأوربي أهم تجربة للاندماج في التكتلات الاقتصادية المعاصرة المنافسة لباقي القوى الاقتصادية العالمية. فما هي مجالات هذا الاندماج وعوامله؟ وأين يتجلى دور المنافسة الاقتصادية في تقوية الاتحاد؟
| - مجالات الاندماج بين بلدان الاتحاد الأوربي والعوامل المساهمة في تحقيق ذلك:
-1-عوامل الاندماج بين بلدان الاتحاد:
ساهمت عدة عوامل في تسهيل عملية الاندماج بين بلدان الاتحاد الأوربي منها:
- الوحدة الجغرافية حيث إن كل دول الاتحاد تنتمي للقارة الأوربية .
- التاريخ والمصير المشترك: حيث تم تجاوز مخلفات الحروب والأزمات السابقة.
- تقارب الأنظمة السياسية والاقتصادية وذلك بتبنى كل دول الاتحاد النظام الرأسمالي الليبرالي الديمقراطي الملتزم باقتصاد السوق وحقوق الإنسان .
- مواجهة تحدي العولمة وذلك بوجود قوى اقتصادية منافسة كالولايات المتحدة واليابان.
2- مجالات الاندماج بين بلدان الاتحاد:
تمثلت مجالات الاندماج بين بلدان الاتحاد في:
- المجال السياسي: تم توحيد السياسة الخارجية والأمن والدفاع المشترك مع مراقبة الحدود، كما تم وضع مشروع الدستور الأوربي ليكون أسمى قانون يوحد البلدان الأوربية.
- المجال الاقتصادي: تم تطبيق حرية تنقل الأشخاص والخدمات والرساميل، مع وضع سياسة فلاحية مشتركة وتوحيد العملة (الأورو).
- المجال الاجتماعي: عمل الاتحاد الأوربي على تنمية الشغل وتحسين ظروف العيش وتطبيق المساواة بين الرجل والمرأة مع توحيد قانون الشغل.
- المجال البيئي: عمل الاتحاد على حماية وتحسين جودة البيئة والاستغلال الآمن والمعقلن للموارد الطبيعية.
||- أهمية المنافسة العالمية في تقوية الاتحاد الأوربي :
1- في الميدان الفلاحي والتكنولوجي:
إذا كانت دول الاتحاد لم تحقق الاكتفاء في المواد الفلاحية خلال الستينيات فإنها تمكنت من تحقيق فائض في الإنتاج في أواخر السبعينيات بل تحولت حاليا إلى أكبر مصدر للمنتجات الفلاحية في العالم ( 10% من الصادرات العالمية)وثاني منتج لها فأصبحت تنافس وبقوة الولايات المتحدة ويرجع ذلك إلى السياسة الفلاحية المشتركة وإلى سياسة التحديث التي تنهجها.
نافس الاتحاد الأوربي وبقوة الولايات المتحدة واليابان في مجال الصناعة وخاصة في الصناعات المتطورة كصناعة الطائرات ، فشركة إيرباص الفرنسية نافست شركة البوينغ الأمريكية وذلك بفضل التعاون بين مجموعة من دول الاتحاد في صناعتها وهي فرنسا والمملكة المتحدة ألمانيا وبلجيكا وإيطاليا.كما يعتبر الاتحاد الأوربي الأول عالميا في إرسال الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء.
- 2- العملة الأوربية الموحدة:
دعمت دول الاتحاد الأوربي سعيها من أجل الوحدة النقدية بالاتفاق في قمة ماستريخت لسنة 1992 على خلق عملة موحدة على صعيد المجموعة وهذا ما تم بإصدار الأورو الذي أصبح عملة منافسة و متفوقة على الدولار الأمريكي وفي ظرف وجيز.
خاتمة :
رغم هدف الوحدة والاندماج الذي تسعى دول الاتحاد الأوربي لتحقيقه، فإن مبدأ المنافسة يعتبر عامل قوة لهذا الاتحاد .
تحميل الدرس على الرابط اسفله: